Details

تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام


عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
" قال الامام عليه ‌السلام: فلما ذكر الله تعالى الفريقين: أحدهما (ومن الناس من يعجبك قوله). والثاني: (ومن الناس من يشري نفسه) وبين حالهما، دعا الناس إلى حال من رضي صنيعه فقال: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة).يعني في السلم والمسالمة إلى دين إلاسلام كافة جماعة ادخلوا فيه، وادخلوا في جميع الاسلام، فتقبلوه واعملوا فيه، ولا تكونوا كمن يقبل بعضه ويعمل به، ويأبى بعضه ويهجره. قال: ومنه الدخول في قبول ولاية علي عليه ‌السلام كالدخول في قبول نبوة محمد رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله، فانه لا يكون مسلما من قال: إن محمدا رسول الله، فاعترف به ولم يعترف بأن عليا وصيه وخليفته وخير امته. (ولا تتبعوا خطوات الشيطان) من يتخطى بكم إليه الشيطان من طرق الغي والضلال، ويأمركم به من ارتكاب الآثام الموبقات (إنه لكم عد ومبين) إن الشيطان لكم عدو مبين، بعداوته يريد اقتطاعكم عن عظيم الثواب، وإهلاككم بشديد العقاب. (فان زللتم) عن السلم والاسلام الذي تمامه باعتقاد ولاية علي عليه ‌السلام، ولا ينفع الاقرار بالنبوة مع جحد إمامة علي عليه ‌السلام، كما لا ينفع الاقرار بالتوحيد مع جحد النبوة، إن زللتم. (من بعد ما جاء‌تكم البينات) من قول رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وفضيلته، وأتتكم الدلالات الواضحات الباهريات على أن محمدا الدال على إمامة علي عليه ‌السلام نبي صدق، ودينه دين حق. (فاعلموا أن الله عزيز حكيم) عزيز قادر على معاقبة المخالفين لدينه والمكذبين لنبيه لا يقدر أحد على صرف انتقامه من مخالفيه، وقادر على إثابة الموافقين لدينه والمصدقين لنبيه صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله لا يقدر أحد على صرف ثوابه عن مطيعيه. حكيم فيما يفعل من ذلك، غير مسرف على من أطاعه وإن أكثر له الخيرات، ولا واضع لها في غير موضعها (وإن أتم له الكرامات)، ولا ظالم لمن عصاه وإن شدد عليه العقوبات. بعض احتجاجات على عليه ‌السلام يوم الشورى: قال على بن الحسين عليهما ‌السلام: وبهذه الاية وغيرها احتج علي عليه ‌السلام يوم الشورى على من دافعه عن حقه، وأخره عن رتبته، وإن كان ما ضر الدافع إلا نفسه، فان عليا عليه ‌السلام كالكعبة التي أمر الله باستقبالها للصلاة. جعله الله ليؤتم به في امور الدين والدنيا، كما لا ينقص الكعبة، ولا يقدح في شئ من شرفها وفضلها إن ولى عنها الكافرون، فكذلك لا يقدح في علي عليه ‌السلام - إن أخره عن حقه - المقصرون، ودافعه عن واجبه الظالمون. قال لهم علي عليه ‌السلام يوم الشورى في بعض مقاله بعد أن أعذر وأنذر، وبالغ وأوضح: معاشر الاولياء العقلاء ألم ينه الله تعالى عن أن تجعلوا له أندادا ممن لا يعقل ولا يسمع ولا يبصر ولا يفهم؟ أو لم يجعلني رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله لدينكم ودنياكم قواما؟ أو لم يجعل إلى مفزعكم؟ أو لم يقل لكم: علي مع الحق والحق معه؟ أو لم يقل: أنا مدينة العلم وعلي بابها؟ أولا تروني غنيا عن علومكم وأنتم إلى علمي محتاجون؟ أفأمر الله تعالى العلماء باتباع من لا يعلم، أم من لا يعلم باتباع من يعلم؟ يا أيها الناس لم تنقضون ترتيب الالباب لم تؤخرون من قدمه الكريم الوهاب؟ أو ليس رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله أجابني إلى مارد عنه أفضلكم: فاطمة لما خطبها؟ أوليس قد جعلني أحب خلق الله إلى الله لما أطعمني معه من الطائر؟ أوليس جعلني أقرب الخلق شبها بمحمد نبيه صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله؟ أفأقرب الناس به شبها تؤخرون؟ وأبعد الناس به شبها تقدمون؟ مالكم لا تتفكرون ولا تعقلون؟ قال: فما زال يحتج بهذا ونحوه عليهم وهم لا يغفلون عما دبروه، ولا يرضون إلا بما آثروه !. قوله عزوجل: "" هل ينظرون الا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الامر والى الله ترجع الامور"": 210. "


   Back to List