Details

تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام


عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
" قال صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: فكيف تجد قلبك لا خوانك المؤمنين الموافقين لك في محبتهما وعداوة أعدائهما؟ قال: أراهم كنفسي، يؤلمني ما يؤلمهم، ويسرني ما يسرهم، ويهمني ما يهمهم. فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: فأنت إذا ولي الله لا تبال، فانك قد توفر عليك ما ذكرت ما أعلم أحدا من خلق الله له ربح كربحك إلا من كان على مثل حالك، فليكن لك ما أنت عليه بدلا من الاموال فافرح به، وبدلا من الولد والعيال فأبشر به، فانك من أغنى الاغنياء، وأحي أوقاتك بالصلاة على محمد وعلى وآلهما الطيبين. ففرح الرجل وجعل يقولها. فقال ابن أبي هقاقم - وقد رآه -: يا فلان قد زودك محمد الجوع والعطش. وقال له أبوالشرور: قد زودك محمد الاماني الباطلة، ما أكثر ما تقولها ولا يجئ بطائل.وقد حضر الرجل السوق في غدو، وقد حضرا، فقال أحدهما للاخر: هلم نطنز بهذا المغرور بمحمد. فقال له أبوالشرور: يا عبدالله قد اتجر الناس اليوم وربحوا، فماذا كانت تجارتك؟ قال الرجل: كنت من النظارة، ولم يكن لي ما أشتري ولا ما أبيع، لكني كنت أصلي على محمد وعلي وآلهما الطيبين. فقال له أبوالشرور: قد ربحت الخيبة، واكتسبت الخرقة والحرمان، وسبقك إلى منزلك مائدة الجوع عليها طعام من التمني وإدام وألوان من أطعمة الخيبة التي تتخذها لك الملائكة الذين ينزلون على أصحاب محمد بالخيبة والجوع والعطش والعري والذلة. فقال الرجل: كلا والله إن محمدا رسول الله، وإن من آمن به فمن المحقين السعيدين، سيوفر الله من آمن به بما يشاء من سعة يكون بها متفضلا، ومن ضيق يكون به عادلا ومحسنا للنظر له، وأفضلهم عنده أحسنهم تسليما لحكمه. فلم يلبث الرجل أن مر بهم رجل بيده سمكة قد أراحت، فقال، أبوالشرور وهو يطنز: بع هذه السمكة من صاحبنا هذا.يعني صاحب رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله فقال الرجل: اشترها مني فقد بارت علي. فقال: لا شئ معي. فقال أبوالشرور: اشترها ليؤدي ثمنها رسول الله - وهو يطنز - ألست تثق برسول الله؟ أفلا تبسط إليه في هذا القدر؟ فقال: نعم بعنيها. فقال الرجل: قد بعتكها بدانق.فاشتراها بدانقين على أن يحيله على رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله. فبعث به إلى رسول الله، فأمر رسول الله اسامة بن حارث أن يعطيه درهما. فجاء الرجل فرحا مسرورا بالدرهم وقال: إنه أضعاف قيمه سمكتي. فشقها الرجل بين أيديهم، فوجد فيها جوهرتين نفيستين قومتا مائتي ألف درهم فعظم ذلك على أبي الشرور وابن أبي هقاقم، فسعيا إلى الرجل صاحب السمكة وقالا له: ألم تر الجوهرتين؟ إنما بعته السمكة لا ما في جوفها فخذهما منه، فتناولهما الرجل من المشتري، فأخذ إحديهما بيمينه، والآخرى بشماله، فحولهما الله عقربين لدغتاه، فأوه وصاح ورمى بهما من يده، فقال: ما أعجب سحر محمد. ثم أعاد الرجل نظره إلى بطن السمكة، فاذا جوهرتان أخريان، فأخذهما، فقالا لصاحب السمكة: خذهما فهما لك أيضا. فذهب يأخذهما فتحولتا حيتين، ووثبتا عليه ولسعتاه، فصاح وتأوه وصرخ، وفال للرجل: خذهما عني. فقال الرجل: هما لك على ما زعمت، وأنت أولى بهما. فقال الرجل: خذ والله جعلتهما لك. فتناولهما الرجل عنه، وخلصه منهما، فاذا هما قد عادتا جوهرتين وتناول العقربين فعادتا جوهرتين. فقال أبوالشرور لابي الدواهي: أما ترى سحر محمد ومهارته فيه وحذقه به؟ فقال الرجل المسلم: ياعدو الله أو سحرا ترى هذا؟ لئن كان هذا سحرا فالجنة والنار أيضا تكونان بالسحر؟ ! فالويل لكما في مقامكما على تكذيب من يسحر بمثل الجنة والنار. فانصرف الرجل صاحب السمكة وترك الجواهر الاربعة على الرجل. فقال الرجل لابي الشرور ولابي الدواهي: يا ويلكما آمنا بمن آثر نعم الله عليه صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وعلى من يؤمن به، أما رأيتما العجب العجيب؟ ثم جاء بالجواهر الاربعة إلى رسول الله، وجاء تجار غرباء، يتجرون فاشتروها منه بأربعمائة ألف درهم. فقال الرجل: ما كان أعظم بركة سوقي اليوم يا رسول الله ! فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: هذا بتوقيرك محمدا رسول الله، وتعظميك عليا عليه ‌السلام، أخا رسول الله ووصيه، وهو عاجل ثواب الله لك، وربح عملك الذي عملته، أفتحب أن أدلك على تجارة تشغل هذه الاموال بها؟ قال: بلى يا رسول الله. قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: اجعلها بذور أشجار الجنان. قال: كيف أجعلها؟ قال: واس منها إخوانك المؤمنين المساوين لك في موالاتنا وموالاة أوليائنا ومعاداة أعدائنا، وآثر بها إخوانك المؤمنين المقصرين عنك في رتب محبتنا، وساو فيها إخوانك المؤمنين الفاضلين عليك في المعرفة بحقنا، والتوقير لشأننا، والتعظيم لامرنا، ومعاداة أعدئنا، ليكون ذلك بذور شجر الجنان. أما إن كل حبة تنفقها على إخوانك المؤمنين الذين ذكرتهم لتربى لك حتى تجعل كألف ضعف أبي قبيس، وألف ضعف أحد وثور وثبير فتبنى لك بها قصور في الجنة شرفها الياقوت، وقصور الجنة شرفها الزبرجد. فقام رجل وقال: يا رسول الله فأنا فقير، ولم أجد مثل ما وجد هذا، فما لي؟ فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: لك منا الحب الخالص، والشفاعة النافعة المبلغة أرفع درجات العلى بموالاتك لنا أهل البيت، ومعاداتك أعداء‌نا. قوله عزوجل: "" فاذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هديكم وان كنتم من قبله لمن الضالين . ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله ان الله غفور رحيم . فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباء‌كم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله في الاخرة من خلاق . ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الاخرة حسنة وقنا عذاب النار . اولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب "" 202 . "


   Back to List