Details

تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام


عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
" فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: يا أبا جهل أوما علمت قصة إبراهيم الخليل عليه ‌السلام لما رفع في الملكوت، وذلك قول ربي: (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين) قوى الله بصره لما رفعه دون السماء حتى أبصر الارض ومن عليها ظاهرين ومستترين فرأى رجلا وامرأة على فاحشة فدعا عليهما بالهلاك فهلكا، ثم رأى آخرين فدعا عليهما بالهلاك، فهلكا، ثم رأى آخرين فهم بالدعاء عليهما، فأوحى الله تعالى إليه: يا إبراهيم اكفف دعوتك من عبادى وإمائي، فاني أنا الغفور الرحيم الحنان الحليم، لا تضرني ذنوب عبادي كما لا تنفعني طاعتهم، ولست أسوسهم لشفاء الغيظ كسياستك، فاكفف دعوتك عن عبادي، فانما أنت عبد نذير لا شريك في المملكة، ولا مهيمن علي، ولا على عبادي وعبادي، معي بين خلال ثلاث: إما تابوا إلى فتبت عليهم، وغفرت ذنوبهم، وسترت عيوبهم. وإما كففت عنهم عذابي لعلمي بأنه سيخرج من أصلابهم ذريات مؤمنون، فأرفق بالآباء الكافرين، وأتأنى بالامهات الكافرات، وأرفع عنهم عذابي ليخرج ذلك المؤمن من أصلابهم، فاذا تزايلوا حل بهم عذابي وحاق بهم بلائي. وإن لم يكن هذا ولا هذا فان الذي أعددته لهم من عذابي أعظم مما تريده بهم فان عذابي لعبادي على حسب جلالي وكبريائي. يا إبراهيم فخل بيني بين عبادي، فاني أرحم بهم منك، وخل بيني وبين عبادي فاني أنا الجبار الحليم العلام الحكيم، ادبرهم بعلمي، وانفذ فيهم قضائي وقدري. ثم قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: إن الله تعالى - يا أبا جهل - إنما دفع عنك العذاب لعلمه بأنه سيخرج من صلبك ذرية طيبة: عكرمة ابنك، وسيلي من امور المسلمين ما إن أطاع الله ورسوله فيه كان عند الله جليلا، وإلا فالعذاب نازل عليك. وكذلك سائر قريش السائلين لما سألوه هذا إنما امهلوا لان الله علم أن بعضهم سيؤمن بمحمد، وينال به السعادة، فهو تعالى لا يقطعه عن تلك السعادة، ولا يبخل بها عليه، أو من يولد منه مؤمن فهو ينظر أباه لايصال ابنه إلى السعادة، ولو لا ذلك لنزل العذاب بكافتكم فانظر نحو السماء. فنظر فاذا أبوابها مفتحة، وإذا النيران نازلة منها مسامتة لرؤوس القوم تدنو منهم حتى وجدوا حرها بين أكتافهم، فارتعدت فرائص أبي جهل والجماعة. فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: لا تروعنكم فان الله لا يهلككم بها، وإنما أظهرها عبرة. ثم نظروا، وإذا قد خرج من ظهور الجماعة أنوار قابلتها ورفعتها ودفعتها حتى أعادتها في السماء كما جاء‌ت منها. فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: بعض هذه الانوار أنوار من قد علم الله أنه سيسعده بالايمان بي منكم من بعد، وبعضها أنوار ذرية طيبة ستخرج من بعضكم ممن لا يؤمن وهم مؤمنون. قوله عزوجل: "" ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتى الله بأمره ان الله على كل شئ قدير "": 109 "


   Back to List