Details

تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام


عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
" قال: ثم جاء‌ت الفرقة الثالثة باكين يقولون: نشهد يا محمد إنك رسول رب العالمين وسيد الخلق أجمعين، وأن عليا أفضل الوصيين، وأن آلك أفضل آل النبيين، وصحابتك خير صحابة المرسلين، وأن أمتك خير الامم أجمعين، رأينا من آياتك مالا محيص لنا عنها، ومن معجزاتك مالا مذهب لنا سواها. قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: وما الذي رأيتم؟ قالوا: كنا قعودا في ظل الكعبة نتذاكر أمرك، ونستهزئ بخبرك، وأنك ذكرت أن لك مثل آية موسى، فبينا نحن كذلك إذا ارتفعت الكعبة عن موضعها وصارت فوق رؤوسنا فركدنا في مواضعنا ولم نقدر أن نريمها. فجاء عمك حمزة فتناول بزج رمحه - هكذا - تحتها، فتناولها واحتبسها - على عظمها - فوقنا في الهواء. ثم قال لنا: اخرجوا. فخرجنا من تحتها، فقال: ابدوا. فبعدنا عنها، ثم أخرج سنان الرمح من تحتها، فنزلت إلى موضعها واستقرت، فجئنا لذلك مسلمين. فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله لابي جهل: هذه الفرقة الثالثة قد جاء‌تك وأخبرتك بما شاهدت. فقال أبوجهل: لا أدري أصدق هؤلاء أم كذبوا، أم حقق لهم، أم خيل إليهم فان رأيت أنا ما اقترحه عليك من نحو آيات عيسى بن مريم فقد لزمني الايمان بك وإلا فليس يلزمني تصديق هؤلاء. فقال رسول الله صلى الله عليه آله: يا أبا جهل فان كان لا يلزمك تصديق هؤلاء على كثرتهم وشدة تحصيلهم، فكيف تصدق بمآثر آبائك وأجدادك، ومساوئ أسلاف أعدائك؟ وكيف تصدق عن الصين والعراق والشام إذا حدثت عنها؟ هل المخبرون عنها إلا دون هؤلاء المخبرين لك عن هذه الآيات مع سائر من شاهدها منهم من الجمع الكثيف الذين لا يجتمعون على باطل يتخرصونه إلا كان بازائهم من يكذبهم ويخبر بضد إخبارهم؟ ألا وكل فرقة من هؤلاء محجوجون بما شاهدوا، وأنت يا أباجهل محجوج بما سمعت ممن شاهد. ثم أقبل رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله على الفرقة الثالثة فقال لهم: هذا حمزة عم رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله، بلغه الله تعالى المنازل الرفيعة والدرجات العالية، وأكرمه بالفضائل لشدة حبه لمحمد وعلي بن أبي طالب، أما إن حمزة(عم محمد) لينحي جهنم يوم القيامة عن محبيه كما نحى عنكم اليوم الكعبة أن تقع عليكم. قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: إنه ليرى يوم القيامة إلى جانب الصراط جم كثير من الناس لا يعرف عددهم إلا الله تعالى، هم كانوا محبي حمزة، وكثير منهم أصحاب الذنوب والآثام، فتحول حيطان النار بينهم وبين سلوك الصراط والعبور إلى الجنة فيقولون: يا حمزة قد ترى ما نحن فيه ! فيقول حمزة لرسول الله ولعلي بن أبي طالب عليه ‌السلام: قد تريان أوليائي كيف يستغيثون بي ! فيقول محمد رسول الله لعلي ولي الله: يا علي أعن عمك على إغاثة أوليائه واستنقاذهم من النار، فيأتي علي بن أبي طالب عليه ‌السلام بالرمح الذي كان يقاتل به حمزة أعداء الله تعالى في الدنيا، فيناوله إياه، ويقول: يا عم رسول الله وعم أخي رسول الله، ذد الجحيم عن أوليائك برمحك هذا(الذي كنت) تذود به عن أولياء الله في الدنيا أعداء الله. فيناول حمزة الرمح بيده، فيضع زجه في حيطان النار الحائلة بين أوليائه وبين العبور إلى الجنة على الصراط، ويدفعها دفعة فينحيها مسيرة خمسمائة عام، ثم يقول لاوليائه و المحبين الذي كانوا له في الدنيا: اعبروا. فيعبرون على الصراط آمنين سالمين، قد انزاحت عنهم النيران، وبعدت عنهم الاهوال، ويردون الجنة غانمين ظافرين. ثم قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله لابي جهل: يا أبا جهل هذه الفرقة الثالثة قد شاهدت آيات الله ومعجزات رسول الله وبقي الذي لك، فأي آية تريد؟ قال أبوجهل: آية عيسى بن مريم كما زعمت أنه كان يخبرهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، فأخبرني بما أكلت اليوم، وما ادخرته في بيتي، وزدني على ذلك بأن تحدثني بما صنعته بعد أكلي لما أكلت، كما زعمت أن الله زادك في المرتبة فوق عيسى. ‏"


   Back to List