Details

تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام


عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
" فذهبت الفرقة الاولى إلى حضرة جبل أبي قبيس، فلما صاروا في الارض إلى جانب الجبل نبع الماء من تحتهم، ونزل من السماء الماء من فوقهم من غير غمامة ولا سحاب، وكثر حتى بلغ أفواههم فألجمها، وألجأهم إلى صعود الجبل إذ لم يجدوا ملجأ سواه، فجعلوا يصعدون الجبل والماء يعلو من تحتهم إلى أن بلغوا ذروته، وارتفع الماء حتى ألجمهم وهم على قلة الجبل، وأيقنوا بالغرق إذ لم يكن لهم مفر. فرأوا عليا عليه ‌السلام واقفا على متن الماء فوق قلة الجبل، وعن يمينه طفل وعن يساره طفل، فناداهم علي عليه ‌السلام. خذوا بيدي انجيكم، أو بيد من شئتم من هذين الطفلين، فلم يجدوا بدا من ذلك فبعضهم أخذ بيد علي عليه ‌السلام، وبعضهم أخذ بيد أحد الطفلين، وبعضهم أخذ بيد الطفل الآخر، وجعلوا ينزلون بهم من الجبل والماء ينزل وينحط من بين أيديهم حتى أوصلوهم إلى القرار، والماء يدخل بعضه في الارض، ويرتفع بعضه إلى السماء حتى عادوا كهيئتهم إلى قرار الارض. فجاء على عليه ‌السلام بهم إلى رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وهم يبكون ويقولون: نشهد إنك سيد المرسلين، وخير الخلق أجمعين، رأينا مثل طوفان نوح وخلصنا هذاوطفلان كانا معه لسنا نراهما الآن. فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: أما إنهما سيكونان، هما الحسن والحسين سيولدان لاخي هذا، وهما سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما، اعلموا أن الدنيا بحر عميق، وقد غرق فيها خلق كثير، وأن سفينة نجاتها آل محمد: علي هذا وولداه اللذان رأيتموهما سيكونان وسائر أفاضل أهلي فمن ركب هذه السفينة نجا، ومن تخلف عنها غرق. ثم قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: وكذلك الآخرة جنتها ونارها كالبحر، وهؤلاء سفن امتي يعبرون بمحبيهم وأوليائهم إلى الجنة. ثم قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: أسمعت هذا يا أبا جهل؟ قال: بلى حتى أنظر إلى الفرقة الثانية والثالثة. ‏"


   Back to List