Details

تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام


عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
" قال الامام عليه ‌السلام: قال أمير المؤمنين عليه ‌السلام: إن الله تعالى ذكر بني إسرائيل في عصر محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله أحوال آبائهم الذين كانوا في أيام موسى عليه ‌السلام كيف أخذ عليهم العهد والميثاق لمحمد وعلي وآلهما الطيبين المنتجبين للخلافة على الخلائق ولاصحابهما وشيعتهما وسائر امة محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله فقال:(وإذ أخذنا ميثاقكم) اذكروا إذ أخذنا ميثاق آبائكم(ورفعنا فوقكم الطور) الجبل لما أبوا قبول ما اريد منهم والاعتراف به(خذوا ما آتيناكم) أعطيناكم(بقوة) يعني بالقوة التي أعطيناكم تصلح لكم لذلك(واسمعوا) أي أطيعوا فيه. (قالوا سمعنا) بآذاننا(وعصينا) بقلوبنا. فأما في الظاهر فأعطوا كلهم الطاعة داخرين صاغرين، ثم قال:(واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم) عرضوا لشرب العجل الذي عبدوه حتى وصل ما شربوه من ذلك إلى قلوبهم. وقال: إن بني إسرائيل لما رجع إليهم موسى - وقد عبدوا العجل - تلقوه بالرجوع عن ذلك، فقال لهم موسى: من الذي عبده منكم حتى انفذ فيه حكم الله؟ خافوا من حكم الله الذي ينفذه فيهم، فجحدوا أن يكونوا عبدوه، وجعل كل واحد منهم يقول: أنا لم أعبده وإنما عبده غيري ووشى بعضهم ببعض. - فكذلك ماحكى الله عزوجل عن موسى من قوله للسامري:(وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا) - فأمره الله، فبرده بالمبارد، وأخذ سحالته فذرأها في البحر العذب، ثم قال لهم: اشربوا منه. فشربوا، فكل من كان عبده اسودت شفتاه وأنفه(ممن كان أبيض اللون ومن كان منهم أسود اللون) ابيضت شفتاه وأنفه، فعند ذلك أنفذ فيهم حكم الله. ثم قال الله تعالى للموجودين من بني إسرائيل في عصر محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله على لسانه:(قل) يا محمد لهؤلاء المكذبين بك بعد سماعهم ما اخذ على أوائلهم لك ولاخيك علي ولآلكما ولشيعتكما:(بئسما يأمركم به إيمانكم) أن تكفروا بمحمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وتستخفوا بحق علي وآله وشيعته(إن كنتم مؤمنين) كما تزعمون بموسى عليه ‌السلام والتوراة. قال عليه ‌السلام: وذلك أن موسى عليه ‌السلام كان وعد بني إسرائيل أنه يأتيهم من عند الله بكتاب يشتمل على أوامره ونواهيه وحدوده وفرائضه بعد أن ينجيهم الله تعالى من فرعون وقومه، فلما نجاهم الله وصاروا بقرب الشام، جاء‌هم بالكتاب من عند الله كما وعدهم وكان فيه: "" إني لا أتقبل عملا ممن لم يعظم محمدا وعليا وآلهما الطيبين ولم يكرم أصحابهما وشيعتهما ومحبيهما؟؟؟ حق تكريمهم، يا عبادى ألا فاشهدوا بأن محمدا خير خليقتي، وأفضل بريتي، وأن عليا أخوه وصفيه ووراث علمه، خليفته في امته وخير من يخلفه بعده، وأن آل محمد أفضل آل النبيين، وأصحاب محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله أفضل أصحاب المرسلين، وامة محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله خير الامم أجمعين "". فقال بنو اسرائيل: لا نقبل هذا يا موسى، هذا عظيم، ثقيل علينا، بل نقبل من هذه الشرائع ما يخف علينا، وإذا قبلناها قلنا: إن نبينا أفضل نبي، وآله أفضل آل وصحابته أفضل صحابة، ونحن امته أفضل من امة محمد، ولسنا نعترف لقوم بالفضل لانراهم ولا نعرفهم. ‏"


   Back to List