Details

تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام


عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
" وقال أمير المؤمنين عليه ‌السلام: وأما الطمس لاموال قوم فرعون فقد كان مثله آية لمحمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وعلي عليه ‌السلام، وذلك أن شيخا كبيرا جاء بابنه إلى رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله والشيخ يبكي ويقول: يا رسول الله ابني هذا غذوته صغيرا، وصنته طفلا عزيزا، وأعنته بمالي كثيرا حتى إذا اشتد أزره، وقوي ظهره، وكثر ماله، وفنيت قوتي، وذهب مالي عليه وصرت من الضعف إلى ماترى قعد بي، فلا يواسيني بالقوت الممسك لرمقي. فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله للشاب: ماذا تقول: قال يا رسول الله لا فضل معي عن قوتي وقوت عيالي. فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله للوالد: ماذا تقول؟ قال: يا رسول الله إن له أنابير حنطة وشعير وتمر وزبيب، و بدر الدراهم والدنانير وهو غني. فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله للابن: ما تقول؟ قال الابن: يا رسول الله مالي شئ مما قال. قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: إتق الله يافتى، وأحسن إلى والدك المحسن إليك يحسن الله إليك، قال: لا شئ لي. قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: فنحن نعطيه عنك في هذا الشهر، فأعطه أنت فيما بعده وقال لاسامة: أعط الشيخ مائة درهم نفقة شهر لنفسه وعياله. ففعل. فلما كان رأس الشهر جاء الشيخ والغلام، فقال الغلام: لا شئ لي. فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: لك مال كثير، ولكنك تمسي اليوم وأنت فقير وقير؟؟؟، أفقر من أبيك هذا، لا شئ لك. فانصرف الشاب، فاذا جيران أنابيره قد اجتمعوا عليه يقولون: حول هذه الانابير عنا. فجاء إلى أنابيره، فاذا الحنطة والشعير والتمر والزبيب قد نتن جميعه، وفسد وهلك، وأخذوه بتحويل ذلك عن جوارهم، فاكترى اجراء بأموال كثيرة فحولوها وأخرجوها بعيدا عن المدينة. ثم ذهب ليخرج إليهم الكراء من أكياسه التي فيها دراهمه ودنانيره فاذا هي قد طمست ومسخت حجارة، وأخذه الحمالون بالاجرة، فباع ماكان له من كسوة وفرش ودار وأعطاها في الكراء، وخرج من ذلك كله صفرا، ثم بقي فقيرا وقيرا لا يهتدي إلى قوت يومه، فسقم لذلك جسده وضني. فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: يا أيها العاقون للاباء والامهات اعتبروا، واعلموا أنه كما طمس في الدنيا على أمواله فكذلك جعل بدل ما كان اعد له في الجنة من الدرجات معدا له في النار من الدركات. ثم قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: إن الله تعالى ذم اليهود بعبادة العجل من دون الله بعد رؤيتهم لتلك الآيات، فاياكم وأن تضاهوهم في ذلك. وقالوا: وكيف نضاهيهم يا رسول الله؟ قال: بأن تطيعوا مخلوقا في معصية الله وتتوكلوا عليه من دون الله، فتكونوا قد ضاهيتموهم. "


   Back to List