Details

تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام


عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
" وقال امير المؤمنين عليه ‌السلام: وكان قضاء الحوائج وإجابة الدعاء، إذا سئل الله بمحمد وعلي وآلهما عليهم‌السلام، مشهورا في الزمن السالف، حتى أن من طال به البلاء قيل: هذا طال بلاؤه، لنسيانه الدعاء لله بمحمد وآله الطيبين. ولقد كان من عجيب الفرج بالدعاء بهم: فرج ثلاثة نفر كانوا يمشون في صحراء إلى جانب جبل، فأخذتهم السماء فألجأتهم إلى غار كانوا يعرفونه، فدخلوه يتوقون به من المطر، وكان فوق الغار صخرة عظيمة تحتها مدرة، هي راكبتها، فابتلت المدرة فتدحرجت الصخرة فصارت في باب الغار، فسدته وأظلم عليهم المكان. وقال بعضهم لبعض: قد عفا الاثر ودرس الخبر ولا يعلم بنا أهلونا، ولو علموا لما أغنوا عنا شيئا لانه لا طاقة للادميين بقلب هذه الصخرة عن هذا الموضع، هذا والله قبرنا الذي فيه نموت، ومنه نحشر. ثم قال بعضهم لبعض: أوليس موسى بن عمران عليه ‌السلام ومن بعده من الانبياء أمروا أنه إذا دهتنا داهية أن ندعوا الله بمحمد وآله الطيبين؟ قالوا: بلى. قالوا: فلا نعرف داهية أعظم من هذه. فقالوا: تعالوا ندعوا الله بمحمد الاشرف الافضل وبآله الطيبين ويذكر كل واحد منا حسنة من حسناته التي أراد الله بها، فلعل الله أن يفرج عنا. فقال احدهم: اللهم إن كنت تعلم أني كنت رجلا كثير المال، حسن الحال أبني القصور، والمساكن والدور، وكان لي اجراء، وكان فيهم رجل يعمل عمل رجلين فلما كان عند المساء عرضت عليه اجرة واحدة، فامتنع، وقال: إنما عملت عمل رجلين فأنا أبتغي اجرة رجلين. فقلت له: إنما اشترطت عمل رجل، والثاني فأنت به متطوع لا اجرة لك. فذهب وسخط ذلك، وتركه علي، فاشتريت بتلك الاجرة حنطة، فبذرتها، فزكت ونمت، ثم أعدت ما ارتفع في الارض فعظم زكاؤها ونماؤها، ثم أعدت بعد ما ارتفع - من الثاني - في الارض، فعظم النماء والزكاء، ثم ما زلت هكذا حتى إني عقدت به الضياع والقصور والقرى والدور والمنازل والمساكن، وقطعان الابل والبقر والغنم وصوار العير والدواب، والاثاث والامتعة، والعبيد والاماء، والفرش والآلات والنعم الجليلة، والدراهم والدنانير الكثيرة. فلما كان بعد سنين مر بي ذلك الاجير، وقد ساء‌ت حاله وتضعضعت، واستولى عليه الفقر، وضعف بصره، فقال لي: ياعبدالله أما تعرفني؟ أنا أجيرك الذي سخطت اجرة واحدة ذلك اليوم، وتركتها لغنائي عنها، وأنا اليوم فقير وقد صرت كما ترى وقد رضيت بها، فأعطنيها. فقلت له: دونك هذه الضياع والقرى والقصور والدور والمنازل والمساكن وقطعان الابل والبقر والغنم وصوار العير والدواب، والاثاث والامتعة، والعبيد والاماء والفرش والآلات والنعم الجليلة، والدراهم والدنانير الكثيرة، فتناولها إليك أجمع مباركا، فهي لك. فبكى وقال لي: يا عبدالله سوفت حقي ما سوفت، ثم أنت الآن تهزأ بي !؟ فقلت: "" ما أهزأ بك، وما أنا إلا جاد مجد، هذه كلها نتائج اجرتك تلك، تولدت عنها فالاصل كان لك، فهذه الفروع كلها تابعة للاصل فهي لك "" فسلمتها إليه أجمع. اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت هذا رجاء ثوابك، وخوف عقابك، فافرج عنا بمحمد الافضل الاكرم سيد الاولين والآخرين الذي شرفته، وبآله أفضل آل النبيين، وأصحابه أكرم أصحاب المرسلين، وأمته خير الامم أجمعين. قال عليه ‌السلام: فزال ثلث الحجر ودخل عليهم الضوء. وقال الثانى: اللهم إن كنت تعلم أنه كانت لي بقرة أحتلبها، ثم أروح بلبنها على امي، ثم أروح بسؤرها على أهلي وولدي، فأخرني عائق ذات ليلة، فصادفت امي نائمة، فوقفت عند رأسها لتنبه لا انبهها من طيب وسنها، وأهلي وولدي يتضاغون من الجوع والعطش، فما زلت واقفا لا أحفل بأهلي وولدي حتى انتبهت هي من ذات نفسها، فسقيتها حتى رويت، ثم عطفت بسؤرها على أهلي وولدي. اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء ثوابك، وخوف عقابك، فافرج عنا بحق محمد الافضل الاكرم سيد الاولين والآخرين، الذي شرفته بآله أفضل آل النبيين، وأصحابه أكرم أصحاب المرسلين، وامته خير الامم أجمعين. قال عليه ‌السلام: فزال ثلث آخر من الحجر ودخل عليهم الضوء وقوي طمعهم في النجاة. وقال الثالث: اللهم إن كنت تعلم أني هويت أجمل امرأة من بني إسرائيل فراودتها عن نفسها، فأبت علي إلا بمائة دينار، ولم أكن أملك شيئا، فما زلت أسلك برا وبحرا وسهلا وجبلا، واباشر الاخطار، وأسلك الفيافي والقفار، وأتعرض للمهالك والمتالف أربع سنين حتى جمعتها، وأعطيتها إياها، ومكنتني من نفسها، فلما قعدت منها مقعد الرجل من أهله، ارتعدت فرائصها، وقالت لى: "" يا عبدالله إني جارية عذراء فلا تفض خاتم الله إلا بأمر الله عزوجل، فانه إنما حملني على أن امكنك من نفسي الحاجة والشدة "" فقمت عنها وتركتها وتركت المائة دينار عليها. اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء ثوابك، وخوف عقابك، فافرج عنا بحق محمد الافضل الاكرم سيد الاولين والآخرين، الذي شرفته بآله أفضل آل النبيين وأصحابه أكرم أصحاب المرسلين وامته خير الامم أجمعين. قال: فزال الحجر كله، وتدحرج، وهو ينادي بصوت فصيح بين يعقلونه ويفهمونه: بحسن نياتكم نجوتم، وبمحمد الافضل الاكرم سيد الاولين والآخرين(المخصوص بآل أفضل النبيين، وأكرم أصحاب المرسلين) وبخير امة سعدتم ونلتم أفضل الدرجات. قوله عزوجل: "" بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباؤ بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين "": 90. "


   Back to List