Details

تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام


عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
" قال امير المؤمنين عليه ‌السلام: إن الله تعالى أخبر رسوله بما كان من إيمان اليهود بمحمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله قبل ظهوره، ومن استفتاحهم على أعدائهم بذكره، والصلاة عليه وعلى آله. قال عليه ‌السلام: وكان الله عزوجل أمر اليهود في أيام موسى وبعده إذا دهمهم أمر، ودهتهم داهية أن يدعوا الله عزوجل بمحمد وآله الطيبين، وأن يستنصروا بهم، وكانوا يفعلون ذلك حتى كانت اليهود من أهل المدينة قبل ظهور محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله بسنين كثيرة يفعلون ذلك، فيكفون البلاء والدهماء والداهية. وكانت اليهود قبل ظهور محمد النبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله بعشر سنين يعاديهم أسد وغطفان - قوم من المشركين - ويقصدون أذاهم، وكانوا يستدفعون شرورهم وبلاء‌هم بسؤالهم ربهم بمحمد وآله الطيبين، حتى قصدهم في بعض الاوقات أسد وغطفان في ثلاثة آلاف فارس إلى بعض قرى اليهود حوالي المدينة، فتلقاهم اليهود وهم ثلاثمائة فارس، ودعوا الله بمحمد وآله الطيبين الطاهرين فهزموهم وقطعوهم. فقال أسد وغطفان بعضهما لبعض: تعالوا نستعين عليهم بسائر القبائل. فاستعانوا عليهم بالقبائل وأكثروا حتى اجتمعوا قدر ثلاثين ألفا، وقصدوا هؤلاء الثلاثمائة في قريتهم، فألجأوهم إلى بيوتها وقطعوا عنها المياه الجارية التي كانت تدخل إلى قراهم، ومنعوا عنهم الطعام، واستأمن اليهود منهم فلم يؤمنوهم، وقالوا: لا، إلا أن نقتلكم ونسبيكم وننهبكم. فقالت اليهود بعضها لبعض: كيف نصنع؟ فقال لهم أماثلهم وذوو الرأي منهم: أما أمر موسى عليه ‌السلام أسلافكم ومن بعدهم بالاستنصار بمحمد وآله؟ أما أمركم بالابتهال إلى الله تعالى عند الشدائد بهم؟ قالوا: بلى. قالوا: فافعلوا. فقالوا: اللهم بجاه محمد وآله الطيبين لما سقيتنا، فقد قطعت الظلمة عنا المياه حتى ضعف شباننا، وتماوتت ولداننا، وأشرفنا على الهلكة. فبعث الله تعالى لهم وابلا هطلا سحا أملا حياضهم وآبارهم وأنهارهم وأوعيتهم وظروفهم فقالوا: هذه إحدى الحسنيين: ثم أشرفوا من سطوحهم على العساكر المحيطة بهم، فاذا المطر قد آذاهم غاية الاذى، وأفسد عليهم أمتعتهم وأسلحتهم وأموالهم. فانصرف عنهم لذلك بعضهم، وذلك أن المطر أتاهم في غير أوانه - في حمارة القيظ حين لايكون مطر - فقال الباقون من العساكر: هبكم سقيتم، فمن أين تأكلون؟ ولئن انصرف عنكم هؤلاء فلسنا ننصرف حتى نقهركم على أنفسكم وعيالاتكم وأهاليكم وأموالكم، ونشفي غيظنا منكم. فقالت اليهود: إن الذي سقانا بدعائنا بمحمد وآله قادر على أن يطعمنا، وإن الذي صرف عنا من صرفه قادر على أن يصرف الباقين.ثم دعوا الله بمحمد وآله أن يطعمهم.فجاء‌ت قافلة عظيمة من قوافل الطعام قدر ألفي جمل وبغل وحمار موقرة حنطة ودقيقا، وهم لا يشعرون بالعساكر فانتهوا إليهم وهم نيام، ولم يشعروا بهم، لان الله تعالى ثقل نومهم حتى دخلوا القرية، ولم يمنعوهم، وطرحوا فيها أمتعتهم وباعوها منهم فانصرفوا وأبعدوا، وتركوا العساكر نائمة ليس في أهلها عين تطرف، فلما أبعدوا انتبهوا، ونابذوا اليهود الحرب، وجعل يقول بعضهم لبعض: الوحا، الوحا فان هؤلاء اشتد بهم الجوع وسيذلون لنا. قال لهم اليهود: هيهات بل قد أطعمنا ربنا وكنتم نياما: جاء‌نا من الطعام كذا وكذا، ولو أردنا قتالكم في حال نومكم لتهيأ لنا ولكنا كرهنا البغي عليكم، فانصرفوا عنا وإلا دعونا عليكم بمحمد وآله، واستنصرنا بهم أن يخزيكم كما قد أطعمنا وأسقانا. فأبوا إلا طغيانا فدعوا الله بمحمد وآله واستنصروا بهم. ثم برز الثلاثمائة إلى(الناس للقاء) فقتلوا منهم وأسروا، وطحطحوهم واستوثقوا منهم باسرائهم، فكانوا لا ينداهم مكروه من جهتهم لخوفهم على من لهم في أيدي اليهود. فلما ظهر محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله حسدوه، إذ كان من العرب، فكذبوه. ‏"


   Back to List