عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
" وقال أمير المؤمنين عليه السلام: "" لاتتجاوزوا بنا العبودية، ثم قولوا ماشئتم ولن تبلغوا وإياكم والغلو كغلو النصارى، فأني برئ من الغالين "". قال: فقام إليه رجل فقال له: يابن رسول الله صف لنا ربك، فان من قبلنا قد اختلفوا علينا فقال الرضا عليه السلام: إنه من يصف ربه بالقياس، لايزال في الدهر في الالتباس مائلا عن المنهاج، طاغيا في الاعوجاج، ضالا عن السبيل، قائلا غير الجميل. ثم قال عليه السلام: أعرفه بما عرف به نفسه، أعرفه من غير رؤية، وأصفه بما وصف به نفسه من غير صورة "" لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس، معروف بالآيات بعيد بغير تشبيه، ومتدان في بعده بلا نظير، لا يتوهم ديموميته، ولا يمثل بخليقته، ولا يجور في قضيته الخلق إلى ما علم منهم منقادون، وعلى ما سطره في المكنون من كتابه ماضون لا يعملون بخلاف ما علم منهم، ولا غيره يريدون فهو قريب غير ملتزق، وبعيد غير متقص، يحقق ولا يمثل، و يوحد ولا يبعض، يعرف بالآيات، ويثبت بالعلامات، فلا إله غيره الكبير المتعال فقال الرجل: بأبي أنت وامي يابن رسول الله، فان معى من ينتحل موالاتكم و يزعم أن هذه كلها صفات علي عليه السلام، وأنه هو الله رب العالمين. قال: فلما سمعها الرضا عليه السلام ارتعدت فرائصه وتصبب عرقا، وقال: سبحان الله سبحان الله عما يقول الظالمون، والكافرون. أو ليس عليا عليه السلام كان آكلا في الآكلين، و شاربا في الشاربين، وناكحا في الناكحين، ومحدثا في المحدثين؟ وكان مع ذلك مصليا خاشعا خاضعا بين يدي الله عزوجل ذليلا وإليه أواها منيبا، أفمن كان هذه صفته يكون إلها؟ ! فان كان هذا إلها فليس منكم أحد إلا وهو إله لمشاركته له في هذه الصفات الدالات على حدوث كل موصوف بها. ثم قال عليه السلام: حدثني أبي، عن جدي، عن رسول الله عليه السلام أنه قال: ماعرف الله تعالى من شبهه بخلقه، ولا عدله من نسب إليه ذنوب عباده. فقال الرجل: يابن رسول الله إنهم يزعمون أن عليا عليه السلام لما أظهر من نفسه المعجزات التي لا يقدر عليها غير الله تعالى دل ذلك على أنه إله، ولما ظهر لم بصفات المحدثين العاجزين لبس بذلك عليهم، وامتحنهم ليعرفوه، وليكون إيمانهم به اختيارا من أنفسم. فقال الرضا عليه السلام: أول ما هاهنا أنهم لا ينفصلون ممن قلب هذا عليهم. فقال: لما ظهر منه الفقر والفاقة دل على أن من هذه صفاته وشاركه فيها الضعفاء المحتاجون لا تكون المعجزات فعله، فعلم بهذا أن الذي ظهر منه من المعجزات إنما كانت فعل القادر الذي لا يشبه المخلوقين، لافعل المحدث المحتاج المشارك للضعفاء في صفات الضعف . "