Details

تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام


عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
" قال الامام عليه ‌السلام: ثم قال الله عزوجل: يا محمد ومن هؤلاء اليهود(اميون) لا يقرؤون الكتاب ولا يكتبون، كالامي منسوب إلى امه أي هو كما خرج من بطن امه لايقرأ ولا يكتب(لا يعلمون الكتاب) المنزل من السماء ولا المكذب به، ولا يميزون بينهما(إلا أماني) أي إلا أن يقرأ عليهم ويقال لهم: إن هذا كتاب الله وكلامه، لايعرفون إن قرئ من الكتاب خلاف مافيه(وإن هم إلا يظنون)، أي مايقول لهم رؤساؤهم من تكذيب محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله في نبوته، وإمامة علي عليه ‌السلام سيد عترته، وهم يقلدونهم مع أنه محرم عليهم تقليدهم. قال: فقال رجل للصادق عليه ‌السلام: فاذا كان هؤلاء العوام من اليهود لا يعرفون الكتاب إلا بما يسمعونه من علمائهم لا سبيل لهم إلى غيره، فكيف ذمهم بتقليدهم والقبول من علمائهم؟ وهل عوام اليهود إلا كعوامنا يقلدون علماء‌هم؟ فان لم يجز لاولئك القبول من علمائهم، لم يجز لهؤلاء القبول من علمائهم. فقال عليه ‌السلام: بين عوامنا وعلمائنا وبين عوام اليهود وعلمائهم فرق من جهة وتسوية من جهة، أما من حيث أنهم استووا، فان الله قد ذم عوامنا بتقليدهم علماء‌هم كما قد ذم عوامهم.وأما من حيث أنهم افترقوا فلا. قال: بين لي ذلك يا بن رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله! قال عليه ‌السلام: إن عوام اليهود كانوا قد عرفوا علماء‌هم بالكذب الصراح، وبأكل الحرام وبالرشاء، وبتغيير الاحكام عن واجبها بالشفاعات والعنايات والمصانعات. وعرفوهم بالتعصب الشديد الذي يفارقون به أديانهم، وأنهم إذا تعصبوا أزالوا حقوق من تعصبوا عليه، وأعطوا ما لا يستحقه من تعصبوا له من أموال غيرهم وظلموهم من أجلهم. وعرفوهم بأنهم يقارفون المحرمات، واضطروا بمعارف قلوبهم إلى أن من فعل ما يفعلونه فهو فاسق، لا يجوز أن يصدق على الله، ولا على الوسائط بين الخلق وبين الله، فلذلك ذمهم الله لما قلدوا من قد عرفوا، ومن قد علموا أنه لا يجوز قبول خبره، ولا تصديقه في حكايته، ولا العمل بما يؤديه إليهم عمن لم يشاهدوه، ووجب عليهم النظر بأنفسهم في أمر رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله إذ كانت دلائله أوضح من أن تخفى، وأشهر من أن لاتظهر لهم. وكذلك عوام امتنا إذا عرفوا من فقهائهم الفسق الظاهر، والعصبية الشديدة والتكالب على حطام الدنيا وحرامها، وإهلاك من يتعصبون عليه إن كان لاصلاح أمره مستحقا، وبالترفق بالبر والاحسان على من تعصبوا له، وإن كان للاذلال والاهانة مستحقا. فمن قلد من عوامنا من مثل هؤلاء الفقهاء فهم مثل اليهود الذين ذمهم الله تعالى بالتقليد لفسقة فقهائهم. فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظا لدينه، مخالفا لهواه، مطيعا لامر مولاه فللعوام أن يقلدوه. وذلك لايكون إلا في بعض فقهاء الشيعة لا جميعهم، فان من ركب من القبائح والفواحش مراكب فسقة فقهاء العامة فلا تقبلوا منهم عنا شيئا، ولا كرامة لهم، وإنما كثر التخليط فيما يتحمل عنا أهل البيت لذلك، لان الفسقة يتحملون عنا، فهم يحرفونه بأسره لجهلهم، ويضعون الاشياء على غير مواضعها و وجوهها لقلة معرفتهم وآخرين يتعمدون الكذب علينا ليجروا من عرض الدنيا ما هو زادهم إلى نار جهنم. ومنهم قوم نصاب لايقدرون على القدح فينا، يتعلمون بعض علومنا الصحيحة فيتوجهون به عند شيعتنا، وينتقصون بنا عند نصابنا ثم يضيفون إليه أضعافه وأضعاف أضعافه من الاكاذيب علينا التي نحن براء منها، فيتقبله المسلمون المستسلمون من شيعتنا على أنه من علومنا فضلوا وأضلوهم. وهم أضر على ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد على الحسين بن علي عليهما ‌السلام وأصحابه فانهم يسلبونهم الارواح والاموال، وللمسلوبين عند الله أفضل الاحوال لما لحقهم من أعدائهم. وهؤلاء علماء السوء الناصبون المشبهون بأنهم لنا موالون، ولاعدائنا معادون يدخلون الشك والشبهة على ضعفاء شيعتنا، فيضلونهم ويمنعونهم عن قصد الحق المصيب. لا جرم أن من علم الله من قلبه - من هؤلاء العوام - أنه لا يريد إلا صيانة دينه وتعظيم وليه، لم يتركه في يد هذا الملبس الكافر. ولكنه يقيض له مؤمنا يقف به على الصواب، ثم يوفقه الله تعالى للقبول منه فيجمع له بذلك خير الدنيا والآخرة، ويجمع على من أضله لعن الدنيا وعذاب الآخرة. ثم قال: قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: شرار علماء أمتنا المضلون عنا، القاطعون للطرق إلينا، المسمون أضدادنا بأسمائنا، الملقبون أضدادنا بألقابنا، يصلون عليهم وهم للعن مستحقون، ويلعنوننا ونحن بكرامات الله مغمورون، وبصلوات الله وصلوات ملائكته المقربين علينا - عن صلواتهم علينا - مستغنونس "


   Back to List