عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
" ثم قال الله عزوجل: "" واذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة"":55 قال: أسلافكم(فأخذتكم الصاعقة) أخذت أسلافكم الصاعقة(وأنتم تنظرون) إليهم(ثم بعثناكم) بعثنا أسلافكم(من بعد موتكم) من بعد موت أسلافكم(لعلكم تشكرون) الحياة أي لعل أسلافكم يشكرون الحياة، التي فيها يتوبون ويقلعون، وإلى ربهم ينيبون، لم يدم عليهم ذلك الموت فيكون إلى النار مصيرهم، وهم فيها خالدون. قال الامام عليه السلام: وذلك أن موسى عليه السلام لما أراد أن يأخذ عليهم عهدا بالفرقان فرق ما بين المحقين والمبطلين لمحمد صلى الله عليه وآله بنبوته ولعلي عليه السلام بامامته، وللائمة الطاهرين بامامتهم، قالوا:(لن نؤمن لك) أن هذا أمر ربك(حتى نرى الله جهرة) عيانا يخبرنا بذلك. فأخذتهم الصاعقة معاينة وهم ينظرون إلى الصاعقة تنزل عليهم. وقال الله عزوجل: ياموسى إني أنا المكرم لاوليائي، المصدقين بأصفيائي ولا أبالي، وكذلك أنا المعذب لاعدائي، الدافعين حقوق أصفيائي ولا أبالي. فقال موسى عليه السلام للباقين الذين لم يصعقوا: ماذا تقولون؟ أتقبلون وتعترفون؟ وإلا فأنتم بهؤلاء لا حقون. قالوا: يا موسى لا ندري ما حل بهم ولماذا أصابتهم؟ كانت الصاعقة ما أصابتهم لاجلك، إلا أنها كانت نكبة من نكبات الدهر تصيب البر والفاجر، فان كانت إنما أصابتهم لردهم عليك في أمر محمد وعلي وآلهما فاسأل الله ربك بمحمد وآله هؤلاء الذين تدعونا إليهم أن يحيي هؤلاء المصعوقين لنسألهم لماذا أصابهم ما أصابهم. فدعا الله عزوجل بهم موسى عليه السلام، فأحياهم الله عزوجل فقال موسى عليه السلام: سلوهم لماذا أصابهم؟ فسألوهم، فقالوا: يا بني إسرائيل أصابنا ما أصابنا لابائنا اعتقاد إمامة علي بعد اعتقادنا بنبوة محمد صلى الله عليه وآله لقد رأينا بعد موتنا هذا ممالك ربنا من سماواته وحجبه وعرشه وكرسيه وجنانه ونيرانه، فما رأينا أنفذ أمرا في جميع تلك الممالك وأعظم سلطانا من محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام، وإنا لما متنا بهذه الصاعقة ذهب بنا إلى النيران.فناداهم محمد وعلي عليهما الصلاة والسلام: كفوا عن هؤلاء عذابكم.فهؤلاء يحيون بمسألة سائل يسأل ربنا عزوجل بنا وبآلنا الطيبين. وذلك حين لم يقذفونا بعد في الهاوية، وأخرونا إلى أن بعثنا بدعائك يا موسى بن عمران بمحمد وآله الطيبين. فقال الله عزوجل لاهل عصر محمد صلى الله عليه وآله: فاذا كان بالدعاء بمحمد وآله الطيبين نشر ظلمة أسلافكم المصعوقين بظلمهم أفما يجب عليكم أن لا تتعرضوا لمثل ما هلكوا به إلى أن أحياهم الله عزوجل؟ قوله عزوجل: "" وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"": 57 . "