Details

تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام


عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
" قال الامام عليه ‌السلام: لما قيل لهم(هو الذي خلق لكم ما في الرأض جميعا) الآية، قالوا: متى كان هذا؟ فقال الله عزوجل - حين قال ربك للملائكة الذين كانوا في الارض مع إبليس وقد طردوا عنها الجن بني الجان، وخفت العبادة: -(إني جاعل في الارض خليفة) بدلا منكم ورافعكم منها فاشتد ذلك عليهم لان العبادة عند رجوعهم إلى السماء تكون أثقل عليهم. (فقالوا) ربنا(أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) كما فعلته الجن بنو الجان الذين قد طردناهم عن هذه الارض(ونحن نسبح بحمدك) ننزهك عما لا يليق بك من الصفات(ونقدس لك) نطهر أرضك ممن يعصيك. قال الله تعالى:(إني أعلم مالا تعلمون) إني أعلم من الصلاح الكائن فيمن أجعله بدلا منكم مالا تعلمون. وأعلم أيضا أن فيكم من هو كافر في باطنه ما لا تعلمون‍ ه - وهو إبليس لعنه الله -. ثم قال:(وعلم آدم الاسماء كلها) أسماء أنبياء الله، وأسماء محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين، والطيبين من آلهما وأسماء خيار شيعتهم وعتاة أعدائهم(ثم عرضهم - عرض محمدا وعليا والائمة - على الملائكة) أي عرض أشباحهم وهم أنوار في الاظلة. (فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين) أن جميعكم تسبحون وتقدسون وأن ترككم ههنا أصلح من إيراد من بعدكم أي فكما لم تعرفوا غيب من في خلالكم فالحري أن لا تعرفوا الغيب الذي لم يكن، كما لا تعرفون أسماء أشخاص ترونها. قالت الملائكة:(سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم) العليم بكل شئ، الحكيم المصيب في كل فعل. قال الله عزوجل:(يا آدم) أنبئ هؤلاء الملائكة بأسمائهم: أسماء الانبياء والائمة فلما أنبأهم فعرفوها أخذ عليهم العهد، والميثاق بالايمان بهم، والتفضيل لهم. قال الله تعالى عند ذلك:(ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والارض - سرهما - وأعلم ما تبدون وماكنتم تكتمون) و ماكان يعتقده إبليس من الاباء على آدم إن أمر بطاعته، وإهلاكه إن سلط عليه. ومن أعتقادكم أنه لا أحد يأتي بعدكم إلا وأنتم أفضل منه. بل محمد وآله الطيبون أفضل منكم، الذين أنباكم آدم بأسمائهم قوله عزوجل: "" واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس أبى واستكبر وكان من الكافرين: "" 34 . "


   Back to List