Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الحجة

اسم الباب : باب في أن الإمام متى يعلم أن الأمر قد صار إليه

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن مسافر ، قال : أمر أبو إبراهيم عليه‌ السلام - حين أخرج به - أبا الحسن عليه‌ السلام أن ينام على بابه في كل ليلة أبدا ما كان حيا إلى أن يأتيه خبره ، قال : فكنا في كل ليلة نفرش لأبي الحسن في الدهليز ، ثم يأتي بعد العشاء فينام ، فإذا أصبح انصرف إلى منزله ، قال : فمكث على هذه الحال أربع سنين ، فلما كان ليلة من الليالي ، أبطأ عنا و فرش له ، فلم يأت كما كان يأتي ، فاستوحش العيال وذعروا ، ودخلنا أمر عظيم من إبطائه. فلما كان من الغد ، أتى الدار ، ودخل إلى العيال ، وقصد إلى أم أحمد ، فقال لها : « هات التي أودعك أبي ». فصرخت ، ولطمت وجهها ، وشقت جيبها ، وقالت : مات والله سيدي ، فكفها ، وقال لها : « لا تكلمي بشيء ، ولاتظهريه حتى يجي‌ء الخبر إلى الوالي ». فأخرجت إليه سفطا ، وألفي دينار ، أو أربعة آلاف دينار ، فدفعت ذلك أجمع إليه دون غيره ، وقالت : إنه قال لي فيما بيني وبينه - وكانت أثيرة عنده - : « احتفظي بهذه الوديعة عندك ، لا تطلعي عليها أحدا حتى أموت ، فإذا مضيت ، فمن أتاك من ولدي فطلبها منك ، فادفعيها إليه ، واعلمي أني قد مت ». وقد جاءني والله علامة سيدي. فقبض ذلك منها ، وأمرهم بالإمساك جميعا إلى أن ورد الخبر ، وانصرف فلم يعد لشيء من المبيت ، كما كان يفعل ، فما لبثنا إلا أياما يسيرة حتى جاءت الخريطة بنعيه ، فعددنا الأيام ، وتفقدنا الوقت ، فإذا هو قد مات في الوقت الذي فعل أبو الحسن عليه‌ السلام ما فعل من تخلفه عن المبيت وقبضه لما قبض. ‌


   Back to List