Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الحجة

اسم الباب : باب ما يجب على الناس عند مضي الإمام

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا حماد ، عن عبد الأعلى ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌ السلام عن قول العامة : إن رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله قال : « من مات وليس له إمام ، مات ميتة جاهلية ». فقال : « الحق والله ». قلت : فإن إماما هلك ورجل بخراسان لايعلم من وصيه لم يسعه ذلك؟ قال : « لا يسعه ؛ إن الإمام إذا هلك ، وقعت حجة وصيه على من هو معه في البلد ، وحق النفر على من ليس بحضرته إذا بلغهم ؛ إن الله - عز وجل - يقول : ( فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ) ». قلت : فنفر قوم ، فهلك بعضهم قبل أن يصل ، فيعلم؟ قال : « إن الله - جل وعز - يقول : ( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله ) ». قلت : فبلغ البلد بعضهم ، فوجدك مغلقا عليك بابك ، ومرخى عليك سترك لا تدعوهم إلى نفسك ، ولايكون من يدلهم عليك ، فبما يعرفون ذلك؟ قال : « بكتاب الله المنزل ». قلت : فبقول الله جل وعز ، كيف؟ قال : « أراك قد تكلمت في هذا قبل اليوم ». قلت : أجل ، قال : « فذكر ما أنزل الله في علي عليه‌ السلام ، وما قال له رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله في حسن وحسين عليهما‌السلام ، وما خص الله به عليا عليه‌ السلام ، وما قال فيه رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله: من وصيته إليه ، ونصبه إياه ، وما يصيبهم ، وإقرار الحسن والحسين بذلك ، و وصيته إلى الحسن ، وتسليم الحسين له ؛ يقول الله : ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) » قلت : فإن الناس تكلموا في أبي جعفر عليه‌ السلام ، ويقولون : كيف تخطت من ولد أبيه من له مثل قرابته ومن هو أسن منه ، وقصرت عمن هو أصغر منه؟ فقال : « يعرف صاحب هذا الأمر بثلاث خصال لاتكون في غيره : هو أولى الناسبالذي قبله و هو وصيه ، وعنده سلاح رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، و وصيته ، وذلك عندي لا أنازع فيه ». قلت : إن ذلك مستور مخافة السلطان؟ قال : « لا يكون في ستر إلا وله حجة ظاهرة ؛ إن أبي استودعني ما هناك ، فلما حضرته الوفاة ، قال : ادع لي شهودا ، فدعوت أربعة من قريش ، فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر ، قال : اكتب : هذا ما أوصى به يعقوب بنيه : ( يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) ، وأوصى محمد بن علي إلى ابنه جعفر بن محمد ، وأمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه الجمع ، وأن يعممه بعمامته ، وأن يربع قبره ، ويرفعه أربع أصابع ، ثم يخلي عنه » ، فقال : « اطووه ». ثم قال للشهود : « انصرفوا رحمكم الله ». فقلت بعد ما انصرفوا : « ما كان في هذا يا أبت ، أن تشهد عليه؟ » ‌ فقال : « إني كرهت أن تغلب ، وأن يقال : إنه لم يوص ، فأردت أن تكون لك حجة ، فهو الذي إذا قدم الرجل البلد ، قال : من وصي فلان؟ قيل : فلان ». قلت : فإن أشرك في الوصية؟ قال : « تسألونه ؛ فإنه سيبين لكم ». ‌


   Back to List