اسم الكتاب : كتاب النكاح
اسم الباب : باب خطب النكاح
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عبد العظيم بن عبد الله ، قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يخطب بهذه الخطبة : « الحمد لله العالم بما هو كائن من قبل أن يدين له من خلقه دائن ، فاطر السماوات والأرض ، مؤلف الأسباب بما جرت به الأقلام ، ومضت به الأحتام ، من سابق علمه ، ومقدر حكمه ، أحمده على نعمه ، وأعوذ به من نقمه ، وأستهدي الله الهدى ، وأعوذ به من الضلالة والردى ، من يهده الله فقد اهتدى ، وسلك الطريقة المثلى ، وغنم الغنيمة العظمى ، ومن يضلل الله فقد حار عن الهدى ، وهوى إلى الردى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله المصطفى ، ووليه المرتضى ، وبعيثه بالهدى ، أرسله على حين فترة من الرسل ، واختلاف من الملل ، وانقطاع من السبل ، ودروس من الحكمة ، وطموس من أعلام الهدى والبينات ، فبلغ رسالة ربه ، وصدع بأمره ، وأدى الحق الذي عليه ، وتوفي فقيدا محمودا صلى الله عليه وآله وسلم. ثم إن هذه الأمور كلها بيد الله ، تجري إلى أسبابها ومقاديرها ، فأمر الله يجري إلى قدره ، وقدره يجري إلى أجله ، وأجله يجري إلى كتابه « و ( لكل أجل كتاب يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) أما بعد ، فإن الله ـ جل وعز ـ جعل الصهر مألفة للقلوب ، ونسبة المنسوب ، أوشج به الأرحام ، وجعله رأفة ورحمة ، إن في ذلك لآيات للعالمين ، وقال في محكم كتابه : ( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا ) وقال : ( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم ) وإن فلان بن فلان ممن قد عرفتم منصبه في الحسب ، ومذهبه في الأدب ، وقد رغب في مشاركتكم ، وأحب مصاهرتكم ، وأتاكم خاطبا فتاتكم فلانة بنت فلان ، وقد بذل لها من الصداق كذا وكذا ، العاجل منه كذا ، والآجل منه كذا ، فشفعوا شافعنا ، وأنكحوا خاطبنا ، وردوا ردا جميلا ، وقولوا قولا حسنا ، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين ».