Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب النكاح

اسم الباب : باب خطب النكاح

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن علي بن رئاب : عن أبي عبد الله عليه‌ السلام ، قال : « إن جماعة من بني أمية في إمارة عثمان اجتمعوا في مسجد رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم في يوم جمعة ، وهم يريدون أن يزوجوا رجلا منهم ، وأمير المؤمنين عليه‌ السلام قريب منهم ، فقال بعضهم لبعض : هل لكم أن نخجل عليا الساعة : نسأله أن يخطب بنا ونتكلم ؛ فإنه يخجل ويعيا بالكلام ، فأقبلوا إليه ، فقالوا : يا أبا الحسن ، إنا نريد أن نزوج فلانا فلانة ، ونحن نريد أن تخطب بنا ، فقال : فهل تنتظرون أحدا؟ فقالوا : لا ، فو الله ما لبث حتى قال : الحمد لله المختص بالتوحيد ، المتقدم بالوعيد ، الفعال لما يريد ، المحتجب بالنور دون خلقه ، ذي الأفق الطامح ، والعز الشامخ ، والملك الباذخ ، المعبود بالآلاء ، رب الأرض والسماء ، أحمده على حسن البلاء ، وفضل العطاء ، وسوابغ النعماء ، وعلى ما يدفع ربنا من البلاء ، حمدا يستهل له العباد ، وينمو به البلاد ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، لم يكن شيء قبله ، ولا يكون شيء بعده. وأشهد أن محمدا صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم عبده ورسوله ، اصطفاه بالتفضيل ، وهدى به من التضليل ، اختصه لنفسه ، وبعثه إلى خلقه برسالاته وبكلامه ، يدعوهم إلى عبادته وتوحيده والإقرار بربوبيته والتصديق بنبيه صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ، بعثه على حين فترة من الرسل ، وصدف عن الحق ، وجهالة بالرب ، وكفر بالبعث والوعيد ، فبلغ رسالاته ، وجاهد في سبيله ، ونصح لأمته ، وعبده حتى أتاه اليقين ، صلى الله عليه وآله وسلم كثيرا. أوصيكم ونفسي بتقوى الله العظيم ؛ فإن الله ـ عز وجل ـ قد جعل للمتقين المخرج مما يكرهون ، والرزق من حيث لايحتسبون ، فتنجزوا من الله موعوده ، واطلبوا ما عنده بطاعته والعمل بمحابه ؛ فإنه لايدرك الخير إلا به ، ولا ينال ما عنده إلا بطاعته ، ولا تكلان فيما هو كائن إلا عليه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله. أما بعد ، فإن الله أبرم الأمور ، وأمضاها على مقاديرها ، فهي غير متناهية عن مجاريها دون بلوغ غاياتها فيما قدر وقضى من ذلك ، وقد كان فيما قدر وقضى ـ من أمره المحتوم وقضاياه المبرمة ـ ما قد تشعبت به الأخلاف ، وجرت به الأسباب ، من تناهي القضايا بنا وبكم إلى حضور هذا المجلس الذي خصنا الله وإياكم للذي كان من تذكرنا آلاءه وحسن بلائه وتظاهر نعمائه ، فنسأل الله لنا ولكم بركة ما جمعنا وإياكم عليه ، وساقنا وإياكم إليه ، ثم إن فلان بن فلان ذكر فلانة بنت فلان وهو في الحسب من قد عرفتموه ، وفي النسب من لاتجهلونه ، وقد بذل لها من الصداق ما قد عرفتموه ، فردوا خيرا تحمدوا عليه وتنسبوا إليه ، وصلى الله على‌ محمد وآله وسلم ». ‌


   Back to List