اسم الكتاب : كتاب الحجة
اسم الباب : باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
وبهذا الإسناد ، عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري ، قال : كتب يحيى بن عبد الله بن الحسن إلى موسى بن جعفر عليهماالسلام : أما بعد ، فإني أوصي نفسي بتقوى الله ، وبها أوصيك ؛ فإنها وصية الله في الأولين ، و وصيته في الآخرين ، خبرني من ورد علي من أعوان الله على دينه ونشر طاعته بما كان من تحننك مع خذلانك ، و قد شاورت في الدعوة للرضا من آل محمد صلى الله عليه وآله وقداحتجبتها واحتجبها أبوك من قبلك ، وقديما ادعيتم ما ليس لكم ، وبسطتم آمالكم إلى ما لم يعطكم الله ، فاستهويتم و أضللتم ، وأنا محذرك ما حذرك الله من نفسه. فكتب إليه أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام : « من موسى بن عبد الله جعفر وعلي مشتركين في التذلل لله وطاعته ، إلى يحيى بن عبد الله بن حسن : أما بعد ، فإني أحذرك الله ونفسي ، وأعلمك أليم عذابه وشديد عقابه وتكامل نقماته ، وأوصيك ونفسي بتقوى الله ؛ فإنها زين الكلام وتثبيت النعم ، أتاني كتابك تذكر فيه أني مدع وأبي من قبل ، وما سمعت ذلك مني و ( ستكتب شهادتهم ويسألون ) ولم يدع حرص الدنيا ومطالبها لأهلها مطلبا لآخرتهم حتى يفسد عليهم مطلب آخرتهم في دنياهم ، وذكرت أني ثبطت الناس عنك لرغبتي فيما في يديك ، وما منعني من مدخلك الذي أنت فيه - لو كنت راغبا - ضعف عن سنة ، ولا قلة بصيرة بحجة ، ولكن الله - تبارك وتعالى - خلق الناس أمشاجا وغرائب وغرائز ، فأخبرني عن حرفين أسألك عنهما : ما العترف في بدنك؟ وما الصهلج في الإنسان؟ ثم اكتب إلي بخبر ذلك ، وأنا متقدم إليك ، أحذرك معصية الخليفة ، وأحثك على بره وطاعته ، وأن تطلب لنفسك أمانا قبل أن تأخذك الأظفار ، ويلزمك الخناق من كل مكان ؛ فتروح إلى النفس من كل مكان ولاتجده حتى يمن الله عليك بمنه وفضله و رقة الخليفة - أبقاه الله - فيؤمنك ويرحمك ، ويحفظ فيك أرحام رسول الله صلى الله عليه وآله ( والسلام على من اتبع الهدى . إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى ) ». قال الجعفري : فبلغني أن كتاب موسى بن جعفر عليه السلام وقع في يدي هارون ، فلما قرأه ، قال : الناس يحملوني على موسى بن جعفر ، و هو بريء مما يرمى به. تم الجزء الثاني ، من كتاب الكافي ، ويتلوه - بمشيئة الله وعونه - الجزء الثالث ، وهو باب كراهية التوقيت. والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله أجمعين. بسم الله الرحمن الرحيم