Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الحجة

اسم الباب : باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
الحسين بن محمد ، عن المعلى بن محمد ، عن محمد بن علي ، قال : أخبرني سماعة بن مهران ، قال : أخبرني الكلبي النسابة ، قال : دخلت المدينة ولست أعرف شيئا من هذا الأمر ، فأتيت المسجد ، فإذا جماعة من قريش ، فقلت : أخبروني عن عالم أهل هذا البيت ، فقالوا : عبد الله بن الحسن. فأتيت منزله ، فاستأذنت ، فخرج إلي رجل ظننت أنه غلام له ، فقلت له : استأذن لي على مولاك ، فدخل ، ثم خرج ، فقال لي : ادخل ، فدخلت ، فإذا أنا بشيخ معتكف شديد الاجتهاد ، فسلمت عليه ، فقال لي : من أنت؟ فقلت : أنا الكلبي النسابة ، فقال : ما حاجتك؟ فقلت : جئت أسألك ، فقال : أمررت بابني محمد؟ قلت : بدأت بك ، فقال : سل ، فقلت : أخبرني عن رجل قال لامرأته : أنت طالق عدد نجوم السماء ، فقال : تبين برأس الجوزاء ، والباقي وزر عليه وعقوبة ، فقلت في نفسي : واحدة ، فقلت : ما يقول الشيخ في المسح على الخفين؟ فقال : قد مسح قوم صالحون ، ونحن - أهل البيت - لانمسح ، فقلت في نفسي : ثنتان ، فقلت : ما تقول في أكل الجري ؟ أحلال هو أم حرام؟ فقال : حلال ، إلا أنا - أهل البيت - نعافه ، فقلت في نفسي : ثلاث ، فقلت : فما تقول في شرب النبيذ؟ فقال : حلال ، إلا أنا - أهل البيت - لانشربه ، فقمت ، فخرجت من عنده وأنا أقول : هذه العصابة تكذب على أهل هذا البيت. فدخلت المسجد ، فنظرت إلى جماعة من قريش و غيرهم من الناس ، فسلمت عليهم ، ثم قلت لهم : من أعلم أهل هذا البيت؟ فقالوا : عبد الله بن الحسن ، فقلت : قد أتيته ، فلم أجد عنده شيئا ، فرفع رجل من القوم رأسه ، فقال : ائت جعفر بن محمد عليهما‌السلام ؛ فهو أعلم أهل هذا البيت ، فلامه بعض من كان بالحضرة - فقلت : إن القوم إنما منعهم من إرشادي إليه أول مرة الحسد - فقلت له : ويحك ، إياه أردت. فمضيت حتى صرت إلى منزله ، فقرعت الباب ، فخرج غلام له ، فقال : ادخل يا أخا كلب ؛ فو الله لقد أدهشني ، فدخلت وأنا مضطرب ، ونظرت فإذا شيخ على مصلى بلا مرفقة ولابردعة ، فابتدأني بعد أن سلمت عليه ، فقال لي : « من أنت؟ » فقلت في نفسي : يا سبحان الله! غلامه يقول لي بالباب : « ادخل يا أخا كلب » ويسألني المولى : « من أنت؟ » فقلت له : أنا الكلبي النسابة ، فضرب بيده على جبهته ، وقال : « كذب العادلون بالله ، وضلوا ضلالا بعيدا ، وخسروا ( خسرانا مبينا ) ؛ يا أخا كلب ، إن الله - عز وجل - يقول : ( وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا ) أفتنسبها أنت؟ » فقلت : لا ، جعلت فداك ، فقال لي : « أفتنسب نفسك؟ » قلت : نعم ، أنا فلان بن فلان بن فلان ، حتى ارتفعت ، فقال لي : « قف ؛ ليس حيث تذهب ويحك ، أتدري من فلان بن فلان؟ » قلت : نعم ، فلان بن فلان ، قال : « إن فلان بن فلان ابن فلان الراعي الكردي إنما كان فلان الراعي الكردي على جبل آل فلان ، فنزل إلى فلانة امرأة فلان من جبله الذي كان يرعى غنمه عليه ، فأطعمها شيئا وغشيها ، فولدت فلانا ، وفلان بن فلان من فلانة وفلان بن فلان ». ثم قال : « أتعرف هذه الأسامي؟ » قلت : لاو الله جعلت فداك ، فإن رأيت أن تكف عن هذا فعلت ، فقال : « إنما قلت فقلت ». فقلت : إني لا أعود ، قال : « لا نعود إذا ، واسأل عما جئت له ». فقلت له : أخبرني عن رجل قال لامرأته : أنت طالق عدد نجوم السماء ، فقال : « ويحك ، أما تقرأ سورة الطلاق؟ » قلت : بلى ، قال : « فاقرأ » ، فقرأت : ( فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة ) قال : « أترى هاهنا نجوم السماء؟ » قلت : لا. قلت : فرجل قال لامرأته : أنت طالق ثلاثا؟ قال : « ترد إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ». ثم قال : « لا طلاق إلا على طهر من غير جماع بشاهدين مقبولين ». فقلت في نفسي : واحدة. ثم قال : « سل » ، قلت : ما تقول في المسح على الخفين؟ فتبسم ، ثم قال : « إذا كان يوم القيامة ، ورد الله كل شيء إلى شيئه ، ورد الجلد إلى الغنم ، فترى أصحاب المسح أين يذهب وضوؤهم؟ » فقلت في نفسي : ثنتان. ثم التفت إلي ، فقال : « سل » ، فقلت : أخبرني عن أكل الجري ، فقال : « إن الله - عز وجل - مسخ طائفة من بني إسرائيل ؛ فما أخذ منهم بحرا ، فهو الجري والزمار والمارماهي وما سوى ذلك ؛ وما أخذ منهم برا ، فالقردة والخنازير والوبر والورل وما سوى ذلك ». فقلت في نفسي : ثلاث ثم التفت إلي ، فقال : « سل وقم » فقلت : ما تقول في النبيذ؟ فقال : « حلال ».فقلت : إنا ننبذ فنطرح فيه العكر وما سوى ذلك ، ونشربه ؟ فقال : « شه شه ، تلك الخمرة المنتنة ». فقلت : جعلت فداك ، فأي نبيذ تعني؟ فقال : « إن أهل المدينة شكوا إلى رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله تغيير الماء وفساد طبائعهم ، فأمرهم أن ينبذوا ، فكان الرجل يأمر خادمه أن ينبذ له ، فيعمد إلى كف من التمر ، فيقذف به في الشن ، فمنه شربه ، ومنه طهوره ». فقلت : وكم كان عدد التمر الذي كان في الكف؟ فقال : « ما حمل الكف ». فقلت : واحدة أو ثنتان؟ فقال : « ربما كانت واحدة ، وربما كانت ثنتين ». فقلت : وكم كان يسع الشن ؟ فقال : « ما بين الأربعين إلى الثمانين إلى ما فوق ذلك ». فقلت : بالأرطال؟ فقال : « نعم ، أرطال بمكيال العراق ». قال سماعة : قال الكلبي : ثم نهض عليه‌ السلام ، وقمت ، فخرجت وأنا أضرب بيدي‌ على الأخرى ، وأنا أقول : إن كان شيء فهذا. فلم يزل الكلبي يدين الله بحب آل هذا البيت حتى مات.


   Back to List