اسم الكتاب : كتاب الحجة
اسم الباب : باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
علي بن محمد ومحمد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ؛ وأبو علي الأشعري ، عن محمد بن حسان جميعا ، عن محمد بن علي ، عن نصر بن مزاحم ، عن عمر بن سعد ، عن جراح بن عبد الله ، عن رافع بن سلمة ، قال : كنت مع علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه - يوم النهروان ، فبينا علي عليه السلام جالس إذ جاء فارس ، فقال : السلام عليك يا علي ، فقال له علي عليه السلام : « وعليك السلام ، ما لك - ثكلتك أمك - لم تسلم علي بإمرة المؤمنين؟ ». قال بلى سأخبرك عن ذلك ، كنت إذ كنت على الحق بصفين ، فلما حكمت الحكمين برئت منك ، وسميتك مشركا ، فأصبحت لا أدري إلى أين أصرف ولايتي ، والله لأن أعرف هداك من ضلالتك أحب إلي من الدنيا وما فيها. فقال له علي عليه السلام : « ثكلتك أمك ، قف مني قريبا أرك علامات الهدى من علامات الضلالة». فوقف الرجل قريبا منه ، فبينما هو كذلك إذ أقبل فارس يركض حتى أتى عليا عليه السلام ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أبشر بالفتح أقر الله عينك ، قد والله قتل القوم أجمعون ، فقال له : « من دون النهر أو من خلفه؟ » قال : بل من دونه ، فقال : « كذبت ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لايعبرون أبدا حتى يقتلوا ».فقال الرجل : فازددت فيه بصيرة ، فجاء آخر يركض على فرس له ، فقال له مثل ذلك ، فرد عليه أمير المؤمنين عليه السلام مثل الذي رد على صاحبه. قال الرجل الشاك : وهممت أن أحمل على علي عليه السلام ، فأفلق هامته بالسيف ، ثم جاء فارسان يركضان قد أعرقا فرسيهما ، فقالا : أقر الله عينك يا أمير المؤمنين ، أبشر بالفتح ، قد والله ، قتل القوم أجمعون ، فقال علي عليه السلام : « أمن خلف النهر أو من دونه؟ » قالا : لا ، بل من خلفه ؛ إنهم لما اقتحموا خيلهم النهروان ، وضرب الماء لبات خيولهم ، رجعوا فأصيبوا ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : « صدقتما » فنزل الرجل عن فرسه ، فأخذ بيد أمير المؤمنين عليه السلام وبرجله فقبلهما ، فقال علي عليه السلام : « هذه لك آية ».