اسم الكتاب : كتاب الحجة
اسم الباب : باب الإشارة والنص على أبي الحسن الثالث عليه السلام
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
الحسين بن محمد ، عن الخيراني ، عن أبيه ، أنه قال : كان يلزم باب أبي جعفر عليه السلام للخدمة التي كان وكل بها ، وكان أحمد بن محمد بن عيسى يجيء في السحر في كل ليلة ليعرف خبر علة أبي جعفر عليه السلام ، وكان الرسول - الذي يختلف بين أبي جعفر و بين أبي - إذا حضر ، قام أحمد وخلا به أبي ، فخرجت ذات ليلة ، وقام أحمد عن المجلس وخلا أبي بالرسول ، و استدار أحمد ، فوقف حيث يسمع الكلام ، فقال الرسول لأبي : إن مولاك يقرأ عليك السلام ، ويقول لك : « إني ماض و الأمر صائر إلى ابني علي ، و له عليكم بعدي ما كان لي عليكم بعد أبي » ثم مضى الرسول و رجع أحمد إلى موضعه ، و قال لأبي : ما الذي قد قال لك؟ قال : خيرا قال : قد سمعت ما قال فلم تكتمه؟ و أعاد ما سمع ، فقال له أبي : قد حرم الله عليك ما فعلت ؛ لأن الله تعالى يقول : ( ولا تجسسوا ) فاحفظ الشهادة ، لعلنا نحتاج إليها يوما ما ، وإياك أن تظهرها إلى وقتها. فلما أصبح أبي ، كتب نسخة الرسالة في عشر رقاع ، و ختمها ، و دفعها إلى عشرة من وجوه العصابة ، و قال : إن حدث بي حدث الموت قبل أن أطالبكم بها فافتحوها ، و اعملوا بما فيها ، فلما مضى أبو جعفر عليه السلام ، ذكر أبي أنه لم يخرج من منزله حتى قطع على يديه نحو من أربعمائة إنسان ، و اجتمع رؤساء العصابة عند محمد بن الفرج يتفاوضون هذا الأمر ، فكتب محمد بن الفرج إلى أبي يعلمه باجتماعهم عنده ، وأنه لو لامخافة الشهرة لصار معهم إليه ، و يسأله أن يأتيه ، فركب أبي وصار إليه ، فوجد القوم مجتمعين عنده ، فقالوا لأبي : ما تقول في هذا الأمر؟ فقال أبي لمن عنده الرقاع : أحضروا الرقاع ، فأحضروها ، فقال لهم : هذا ما أمرت به ، فقال بعضهم : قد كنا نحب أن يكون معك في هذا الأمر شاهد آخر ، فقال لهم : قد أتاكم الله - عز و جل - به ، هذا أبو جعفر الأشعري يشهد لي بسماع هذه الرسالة ، وسأله أن يشهد بما عنده ، فأنكر أحمد أن يكون سمع من هذا شيئا ، فدعاه أبي إلى المباهلة ، فقال : لما حقق عليه ، قال : قد سمعت ذلك ، و هذه مكرمة كنت أحب أن تكون لرجل من العرب ، لالرجل من العجم ، فلم يبرح القوم حتى قالوا بالحق جميعا.