Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الحجة

اسم الباب : باب الإشارة والنص على أبي الحسن الرضا عليه‌ السلام

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
أحمد بن مهران ، عن محمد بن علي ، عن أبي الحكم ، قال : حدثني عبد الله بن إبراهيم الجعفري وعبد الله بن محمد بن عمارة ، عن يزيد بن سليط ، قال : لما أوصى أبو إبراهيم عليه‌ السلام ، أشهد إبراهيم بن محمد الجعفري ، وإسحاق بن محمد الجعفري ، وإسحاق بن جعفر بن محمد ، وجعفر بن صالح ، ومعاوية الجعفري ، ويحيى بن الحسين بن زيد بن علي ، وسعد بن عمران الأنصاري ، ومحمد بن الحارث الأنصاري ، ويزيد بن سليط الأنصاري ، ومحمد بن جعفر بن سعد الأسلمي - وهو كاتب الوصية الأولى - أشهدهم أنه « يشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن الساعة آتية لاريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، وأن البعث بعد الموت حق ، وأن الوعد حق ، وأن الحساب حق ، والقضاء حق ، وأن الوقوف بين يدي الله حق ، وأن ما جاء به محمد صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله حق ، وأن ما نزل به الروح الأمين حق ، على ذلك أحيا ، وعليه أموت ، وعليه أبعث إن شاء الله ». وأشهدهم أن « هذه وصيتي بخطي ، وقد نسخت وصية جدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌ السلام ، و وصية محمد بن علي قبل ذلك ، نسختها حرفا بحرف ، و وصية جعفر بن محمد على مثل ذلك ، وإني قد أوصيت إلى علي،وبنيبعدمعه إن شاء وآنسمنهم رشدا وأحب أن يقرهم ، فذاك له ، وإن كرههم وأحب أن يخرجهم ، فذاك له ، ولا أمر لهم معه. وأوصيت إليه بصدقاتي وأموالي وموالي وصبياني الذين خلفت و ولدي ، وإلى إبراهيم والعباس وقاسم وإسماعيل وأحمد وأم أحمد ، وإلى علي أمر نسائي دونهم ، وثلث صدقة أبي وثلثي ، يضعه حيث يرى ، ويجعل فيه ما يجعل ذو المال في ماله ، فإن أحب أن يبيع أو يهب أو ينحل أو يتصدق بها على من سميت له وعلى غير من سميت ، فذاك له.وهو أنا في وصيتي في مالي وفي أهلي و ولدي ، وإن يرى أن يقر إخوته - الذين سميتهم في كتابي هذا - أقرهم ؛ وإن كره ، فله أن يخرجهم غير مثرب عليه ولامردود ؛ فإن آنس منهم غير الذي فارقتهم عليه ، فأحب أن يردهم في ولاية ، فذاك له ؛ وإن أراد رجل منهم أن يزوج أخته ، فليس له أن يزوجها إلا بإذنه وأمره ، فإنه أعرف بمناكح قومه. وأي سلطان أو أحد من الناس كفه عن شيء ، أو حال بينه وبين شيء - مما ذكرت في كتابي هذا - أو أحد ممن ذكرت ، فهو من الله ومن رسوله بري‌ء ، والله ورسوله منه برآء ، وعليه لعنة الله وغضبه ، ولعنة اللاعنين والملائكة المقربين والنبيين والمرسلين وجماعة المؤمنين ، وليس لأحد من السلاطين أن يكفه ‌ عن شيء ، وليس لي عنده تبعة ولاتباعة ، ولالأحد من ولدي له قبلي مال ؛ وهو مصدق فيما ذكر ، فإن أقل فهو أعلم ؛ وإن أكثر فهو الصادق كذلك. وإنما أردت بإدخال الذين أدخلتهم معه من ولدي التنويه بأسمائهم ، والتشريف لهم ؛ وأمهات أولادي من أقامت منهن في منزلها وحجابها ، فلها ما كان يجري عليها في حياتي إن رأى ذلك ، ومن خرجت منهن إلى زوج ، فليس لها أن ترجع إلى محواي إلا أن يرى علي غير ذلك ، وبناتي بمثل ذلك ، ولايزوج بناتي أحد من إخوتهن من أمهاتهن ولاسلطان ولاعم إلا برأيه ومشورته ، فإن فعلوا غير ذلك ، فقد خالفوا الله ورسوله ، وجاهدوه في ملكه ، وهو أعرف بمناكح قومه ، فإن أراد أن يزوج زوج ، وإن أراد أن يترك ترك. وقد أوصيتهن بمثل ما ذكرت في كتابي هذا ، وجعلت الله - عز وجل - عليهن شهيدا ، وهو وأم أحمد ؛ وليس لأحد أن يكشف وصيتي ولاينشرها وهو منها على غير ما ذكرت وسميت ؛ فمن أساء فعليه ، ومن أحسن فلنفسه ، وما ربك بظلام للعبيد ، وصلى الله على محمد و آله. وليس لأحد من سلطان ولاغيره أن يفض كتابي هذا الذي ختمت عليه الأسفل ، فمن فعل ذلك ، فعليه لعنة الله وغضبه ، ولعنة اللاعنين والملائكة المقربين وجماعة المرسلين والمؤمنين و المسلمين ، وعلى منفض كتابي هذا. وكتب وختم أبو إبراهيم والشهود ، وصلى الله على محمد و آله ». . قال أبو الحكم : فحدثني عبد الله بن إبراهيم الجعفري ، عن يزيد بن سليط ، قال : كان أبو عمران الطلحي قاضي المدينة ، فلما مضى موسى عليه‌ السلام قدمه إخوته إلى الطلحي القاضي ، فقال العباس بن موسى : أصلحك الله وأمتع بك ، إن في أسفل هذا الكتاب كنزا وجوهرا ، ويريد أن يحتجبه ويأخذه دوننا ، ولم يدع أبونا - رحمه الله - شيئا إلا ألجأه إليه ، وتركنا عالة ، ولو لا أني أكف نفسي ، لأخبرتك بشيء على رؤوس الملا ، فوثب إليه إبراهيم بن محمد ، فقال : إذا والله تخبر بما لانقبله منك ولا نصدقك عليه ، ثم تكون عندنا ملوما مدحورا ؛ نعرفك بالكذب صغيرا وكبيرا ، وكان أبوك أعرف بك لو كان فيك خير ، وإن كان أبوك لعارفا بك في الظاهر والباطن ، وما كان ليأمنك على تمرتين. ثم وثب إليه إسحاق بن جعفر عمه ، فأخذ بتلبيبه ، فقال له : إنك لسفيه ضعيف أحمق ، اجمع هذا مع ما كان بالأمس منك ، وأعانه القوم أجمعون. فقال أبو عمران القاضي لعلي : قم يا أبا الحسن ، حسبي ما لعنني أبوك اليوم ،وقد وسع لك أبوك ، ولاو الله ، ما أحد أعرف بالولد من والده ، ولاو الله ، ما كان أبوك عندنا بمستخف في عقله ، ولاضعيف في رأيه. فقال العباس للقاضي : أصلحك الله ، فض الخاتم واقرأ ما تحته ، فقال أبو عمران : لا أفضه ، حسبي ما لعنني أبوك منذ اليوم ، فقال العباس : فأنا أفضه ، فقال : ذاك إليك ، ففض العباس الخاتم ، فإذا فيه إخراجهم وإقرار علي لها وحده ، وإدخاله إياهم في ولاية علي إن أحبوا أو كرهوا ، وإخراجهم من حد الصدقة وغيرها ، وكان فتحه عليهم بلاء وفضيحة وذلة ، ولعلي عليه‌ السلام خيرة. وكان في الوصية التي فض العباس تحت الخاتم : هؤلاء الشهود : إبراهيم بن محمد ، وإسحاق بن جعفر ، وجعفر بن صالح ، وسعيد بن عمران ؛ وأبرزوا وجه أم أحمد في مجلس القاضي ، وادعوا أنها ليست إياها حتى كشفوا عنها وعرفوها ، فقالت عند ذلك : قد والله ، قال سيدي هذا : إنك ستؤخذين جبرا ، وتخرجين إلى المجالس ؛ فزجرها إسحاق بن جعفر ، وقال : اسكتي ؛ فإن النساء إلى الضعف ، ما أظنه قال من هذا شيئا. ثم إن عليا عليه‌ السلام التفت إلى العباس ، فقال : « يا أخي ، إني أعلم أنه إنما حملكم على هذه الغرائم والديون التي عليكم ، فانطلق يا سعيد ، فتعين لي ما عليهم ، ثم اقض عنهم ، ولاو الله ، لا أدع مؤاساتكم وبركم ما مشيت على الأرض ، فقولوا ما شئتم ». فقال العباس : ما تعطينا إلا من فضول أموالنا ، وما لنا عندك أكثر ، فقال : « قولوا ما شئتم ، فالعرض عرضكم ، فإن تحسنوا فذاك لكم عند الله ، وإن تسيئوا فإن الله غفور رحيم ؛ و الله ، إنكم لتعرفون أنه ما لي يومي هذا ولد ولاوارث غيركم ، ولئن حبست شيئا مما تظنون ، أو ادخرته ، فإنما هو لكم ، ومرجعه إليكم ، والله ، ما ملكت منذ مضى أبوكم - رضي الله عنه - شيئا إلا وقد سيبته حيث رأيتم ». فوثب العباس ، فقال : والله ، ما هو كذلك ، وما جعل الله لك من رأي علينا ، ولكن حسد أبينا لنا وإرادته ما أراد مما لايسوغه الله إياه ، ولا إياك ، وإنك لتعرف أني أعرف صفوان بن يحيى بياع السابري بالكوفة ، ولئن سلمت لأغصصنه بريقه وأنت معه. فقال علي عليه‌ السلام : « لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ، أما إني يا إخوتي ، فحريص على مسرتكم ، الله يعلم ؛ اللهم إن كنت تعلم أني أحب صلاحهم ، وأني بار بهم ، واصل لهم ، رفيق عليهم ، أعنى بأمورهم ليلا ونهارا ، فاجزني به خيرا ، وإن كنت على غير ذلك ، فأنت علام الغيوب ، فاجزني به ما أنا أهله ، إن كان شرا فشرا ، وإن كان خيرا فخيرا ؛ اللهم أصلحهم ، وأصلح لهم ، واخسأ عنا وعنهم الشيطان ، وأعنهم على طاعتك ، و وفقهم لرشدك ؛ أما أنا يا أخي ، فحريص على مسرتكم ، جاهد على صلاحكم ، والله على ما نقول وكيل ». فقال العباس : ما أعرفني بلسانك! وليس لمسحاتك عندي طين. فافترق القوم على هذا ، وصلى الله على محمد وآله. ‌


   Back to List