Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الجهاد

اسم الباب : باب ما كان يوصي أمير المؤمنين عليه‌ السلام به عند القتال

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن أبي حمزة ، عن عقيل الخزاعي : أن أمير المؤمنين عليه‌ السلام كان إذا حضر الحرب يوصي للمسلمين بكلمات ، فيقول : « تعاهدوا الصلاة ، وحافظوا عليها ، واستكثروا منها ، وتقربوا بها ؛ فإنها كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ، وقد علم ذلك الكفار حين سئلوا ( ما سلككم في سقر ‌قالوا لم نك من المصلين ) وقد عرف حقها من طرقها ، وأكرم بها‌ من المؤمنين الذين لايشغلهم عنها زين متاع ، ولا قرة عين من مال ولا ولد ، يقول الله عز وجل : ( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة ) وكان رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله منصبا لنفسه بعد البشرى له بالجنة من ربه ، فقال عز وجل : ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ) الآية ، فكان يأمر بها أهله ، ويصبر عليها نفسه. ثم إن الزكاة جعلت مع الصلاة قربانا لأهل الإسلام على أهل الإسلام ، ومن لم يعطها طيب النفس بها ، يرجو بها من الثمن ما هو أفضل منها ، فإنه جاهل بالسنة ، مغبون الأجر ، ضال العمر ، طويل الندم بترك أمر الله عز وجل ، والرغبة عما عليه صالحو عباد الله ، يقول الله عز وجل : ( يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ) من الأمانة ، فقد خسر من ليس من أهلها ، وضل عمله ، عرضت على السماوات المبنية والأرض المهاد والجبال المنصوبة ، فلا أطول ولا أعرض ولا أعلى ولا أعظم ، لو امتنعن من طول أو عرض أو عظم أو قوة أو عزة ، امتنعن ، ولكن أشفقن من العقوبة. ثم إن الجهاد أشرف الأعمال بعد الإسلام ، وهو قوام الدين ، والأجر فيه عظيم مع العزة والمنعة وهو الكرة ، فيه الحسنات والبشرى بالجنة بعد الشهادة ، وبالرزق غدا عند الرب والكرامة ، يقول الله عز وجل : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله ) الآية. ثم إن الرعب والخوف من جهاد المستحق للجهاد ، والمتوازرين على الضلال ضلال في الدين ، وسلب للدنيا مع الذل والصغار ، وفيه استيجاب النار بالفرار من الزحف عند حضرة القتال ، يقول الله عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ) فحافظوا على أمر الله - عز وجل - في هذه المواطن التي الصبر عليها كرم وسعادة ونجاة في الدنيا والآخرة من فظيع الهول والمخافة ؛ فإن الله - عز وجل - لايعبأ بما العباد مقترفون ليلهم ونهارهم ، لطف به علما ، وكل ذلك في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ، فاصبروا وصابروا ، واسألوا النصر ، ووطنوا أنفسكم على القتال ، واتقوا الله عز وجل : ف ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) ».


   Back to List