اسم الكتاب : كتاب الجهاد
اسم الباب : باب وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام في السرايا
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « إن النبي صلى الله عليه وآله كان إذا بعث أميرا له على سرية ، أمره بتقوى الله - عز وجل - في خاصة نفسه ، ثم في أصحابه عامة ، ثم يقول : اغزوا بسم الله ، وفي سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ، ولا تغدروا ، ولا تغلوا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا وليدا ، ولا متبتلا في شاهق ، ولا تحرقوا النخل ، ولا تغرقوه بالماء ، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ، ولا تحرقوا زرعا ؛ لأنكم لاتدرون لعلكم تحتاجون إليه ، ولا تعقروا من البهائم مما يؤكل لحمه إلا ما لابد لكم من أكله ، وإذا لقيتم عدوا للمسلمين ، فادعوهم إلى إحدى ثلاث ، فإن هم أجابوكم إليها ، فاقبلوا منهم ، وكفوا عنهم : ادعوهم إلى الإسلام ، فإن دخلوا فيه ، فاقبلوه منهم ، وكفوا عنهم ؛ وادعوهم إلى الهجرة بعد الإسلام ، فإن فعلوا ، فاقبلوا منهم ، وكفوا عنهم ، وإن أبوا أن يهاجروا واختاروا ديارهم ، وأبوا أن يدخلوا في دار الهجرة ، كانوا بمنزلة أعراب المؤمنين يجري عليهم ما يجري على أعراب المؤمنين ، ولا يجري لهم في الفيء ولا في القسمة شيء إلا أن يهاجروا في سبيل الله ؛ فإن أبوا هاتين فادعوهم إلى إعطاء الجزية عن يد وهم صاغرون ، فإن أعطوا الجزية ، فاقبل منهم ، وكف عنهم ، وإن أبوا ، فاستعن الله - عز وجل - عليهم ، وجاهدهم في الله حق جهاده ؛ وإذا حاصرت أهل حصن ، فأرادوك على أن ينزلوا على حكم الله عز وجل ، فلا تنزل لهم ، ولكن أنزلهم على حكمكم ، ثم اقض فيهم بعد ما شئتم ؛ فإنكم إن تركتموهم على حكم الله ، لم تدروا تصيبوا حكم الله فيهم ، أم لا ؛ وإذا حاصرتم أهل حصن ، فإن آذنوك على أن تنزلهم على ذمة الله وذمة رسوله ، فلا تنزلهم ، ولكن أنزلهم على ذممكم وذمم آبائكم وإخوانكم ، فإنكم إن تخفروا ذممكم وذمم آبائكم وإخوانكم ، كان أيسر عليكم يوم القيامة من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وآله».