اسم الكتاب : كتاب الجهاد
اسم الباب : باب فضل الجهاد
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن بعض أصحابه ، قال : كتب أبو جعفر عليه السلام في رسالة إلى بعض خلفاء بني أمية ، ومن ذلك : « ما ضيع الجهاد الذي فضله الله - عز وجل - على الأعمال ، وفضل عامله على العمال تفضيلا في الدرجات والمغفرة والرحمة ؛ لأنه ظهر به الدين ، وبه يدفع عن الدين ، وبه اشترى الله من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بالجنة بيعا مفلحا منجحا ، اشترط عليهم فيه حفظ الحدود ، وأول ذلك الدعاء إلى طاعة الله - عز وجل - من طاعة العباد ، وإلى عبادة الله من عبادة العباد ، وإلى ولاية الله من ولاية العباد ، فمن دعي إلى الجزية فأبى ، قتل وسبي أهله ، وليس الدعاء من طاعة عبد إلى طاعة عبد مثله ، ومن أقر بالجزية لم يتعد عليه ، ولم تخفر ذمته ، وكلف دون طاقته ، وكان الفيء للمسلمين عامة غير خاصة ، وإن كان قتال وسبي ، سير في ذلك بسيرته ، وعمل في ذلك بسنته من الدين ، ثم كلف الأعمى والأعرج والذين لايجدون ما ينفقون على الجهاد بعد عذر الله - عز وجل - إياهم ، ويكلف الذين يطيقون ما لا يطيقون ، وإنما كانوا أهل مصر يقاتلون من يليه ، يعدل بينهم في البعوث ، فذهب ذلك كله حتى عاد الناس رجلين : أجير مؤتجر بعد بيع الله ، ومستأجر صاحبه غارم بعد عذر الله ، وذهب الحج فضيع ، وافتقر الناس ، فمن أعوج ممن عوج هذا؟ ومن أقوم ممن أقام هذا؟ فرد الجهاد على العباد ، وزاد الجهاد على العباد ؛ إن ذلك خطأ عظيم».