اسم الكتاب : كتاب الحجة
اسم الباب : باب الإشارة والنص على الحسين بن علي عليهماالسلام
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
محمد بن الحسن وعلي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن بعض أصحابنا ، عن المفضل بن عمر : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « لما حضرت الحسن بن علي عليهماالسلام الوفاة ، قال : يا قنبر ، انظر هل ترى من وراء بابك مؤمنا من غير آل محمد عليهمالسلام؟ فقال : الله تعالى ورسوله وابن رسوله أعلم به مني ، قال : ادع لي محمد بن علي ، فأتيته فلما دخلت عليه ، قال : هل حدث إلا خير؟ قلت : أجب أبا محمد ، فعجل على شسع نعله ، فلم يسوه ، وخرج معي يعدو . فلما قام بين يديه ، سلم ، فقال له الحسن بن علي عليهماالسلام : اجلس ؛ فإنه ليس مثلك يغيب عن سماع كلام يحيا به الأموات ، ويموت به الأحياء ، كونوا أوعية العلم ومصابيح الهدى ؛ فإن ضوء النهار بعضه أضوأ من بعض. أما علمت أن الله - تبارك وتعالى - جعل ولد إبراهيم عليه السلام أئمة ، وفضل بعضهم على بعض ، وآتى داود عليه السلام زبورا ، وقد علمت بما استأثر به محمدا صلى الله عليه وآله. يا محمد بن علي ، إني أخاف عليك الحسد ، وإنما وصف الله به الكافرين ، فقال الله عز وجل : ( كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ) ولم يجعل الله - عز وجل - للشيطان عليك سلطانا. يا محمد بن علي ، ألا أخبرك بما سمعت من أبيك فيك؟ قال : بلى ، قال : سمعت أباك عليه السلام يقول يوم البصرة : من أحب أن يبرني في الدنيا والآخرة ، فليبر محمدا ولدي . يا محمد بن علي ، لو شئت أن أخبرك وأنت نطفة في ظهر أبيك ، لأخبرتك. يا محمد بن علي ، أما علمت أن الحسين بن علي عليهماالسلام بعد وفاة نفسي ومفارقة روحي جسمي إمام من بعدي ، وعند الله - جل اسمه - في الكتاب وراثة من النبي صلى الله عليه وآله أضافها الله - عز وجل - له في وراثة أبيه وأمه ، فعلم الله أنكم خيرة خلقه ، فاصطفى منكم محمدا صلى الله عليه وآله ، واختار محمد عليا عليه السلام ، واختارني علي عليه السلام بالإمامة ، واخترت أنا الحسين عليه السلام؟ فقال له محمد بن علي : أنت إمام ، وأنت وسيلتي إلى محمد صلى الله عليه وآله ؛ والله ، لوددت أن نفسي ذهبت قبل أن أسمع منك هذا الكلام ، ألا وإن في رأسي كلاما لاتنزفه الدلاء ، ولاتغيره نغمة الرياح ، كالكتاب المعجم ، في الرق المنمنم ، أهمبإبدائه ، فأجدني سبقت إليه ، سبق الكتاب المنزل أو ما جاءت به الرسل ، وإنه لكلام يكل به لسان الناطق ويد الكاتب حتى لايجد قلما ، ويؤتوا بالقرطاس حمما ، فلا يبلغ فضلك ، وكذلك يجزي الله المحسنين ، ولاقوة إلا بالله :الحسين عليه السلام أعلمنا علما ، وأثقلنا حلما ، وأقربنا من رسول الله صلى الله عليه وآله رحما ، كان فقيها قبل أن يخلق ، وقرأ الوحي قبل أن ينطق ، ولو علم الله في أحد خيرا ما اصطفى محمدا صلى الله عليه وآله ، فلما اختار الله محمدا ، واختار محمد عليا عليه السلام ، واختارك علي إماما ، واخترت الحسين ، سلمنا ورضينا ؛ من بغيره يرضى ؟ ومن كنا نسلم به من مشكلات أمرنا؟ ».