Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الحجة

اسم الباب : باب التفويض إلى رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم وإلى الأئمة عليهم‌ السلام‌ في أمر الدين

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن فضيل بن يسار ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌ السلام يقول لبعض أصحاب قيس الماصر : « إن الله ـ عز وجل ـ أدب نبيه ، فأحسن أدبه ، فلما أكمل له الأدب ، قال : ( إنك لعلى خلق عظيم ) ، ثم فوض إليه أمر الدين والأمة ليسوس عباده ، فقال عز وجل : ( ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) ، وإن رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم كان مسددا موفقا ، مؤيدا بروح القدس ، لا يزل ولايخطئ في شيء مما يسوس به الخلق ، فتأدب بآداب الله. ثم إن الله ـ عز وجل ـ فرض الصلاة ركعتين ركعتين عشر ركعات ، فأضاف رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم إلى الركعتين ركعتين ، وإلى المغرب ركعة ، فصارت عديل الفريضة ، لا يجوز تركهن إلا في السفر ، وأفرد الركعة في المغرب فتركها قائمة في السفر والحضر ، فأجاز الله له ذلك كله ، فصارت الفريضة سبع عشرة ركعة. ثم سن رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم النوافل أربعا وثلاثين ركعة مثلي الفريضة ، فأجاز الله ـ عز وجل ـ له ذلك ، والفريضة والنافلة إحدى وخمسون ركعة ، منها ركعتان بعد العتمة جالسا تعدان بركعة مكان الوتر. وفرض الله في السنة صوم شهر رمضان. وسن رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم صوم شعبان وثلاثة أيام في كل شهر مثلي الفريضة ، فأجاز الله ـ عز وجل ـ له ذلك. وحرم الله ـ عز وجل ـ الخمر بعينها ، وحرم رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم المسكر من كل شراب ، فأجاز الله له ذلك . وعاف رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم أشياء وكرهها ، لم ينه عنها نهي حرام ، إنما نهى عنها نهي إعافة وكراهة ، ثم رخص فيها ، فصار الأخذ برخصه واجبا على العباد كوجوب ما يأخذون بنهيه وعزائمه ، ولم يرخص لهم رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم فيما نهاهم عنه نهي حرام ، ولافيما أمر به أمر فرض لازم ، فكثير المسكر من الأشربة نهاهم عنه نهي حرام ، لم يرخص فيه لأحد ، ولم يرخص رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم لأحد تقصير الركعتين اللتين ضمهما إلى ما فرض الله عز وجل ، بل ألزمهم ذلك إلزاما واجبا ، لم يرخص لأحد في شيء من ذلك إلا للمسافر ، وليس لأحد أن يرخص ما لم يرخصه رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ، فوافق أمر رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم أمر الله عز وجل ، ونهيه نهي الله عز وجل ، ووجب على العباد التسليم له كالتسليم لله تبارك وتعالى ». ‌


   Back to List