اسم الكتاب : كتاب الحج
اسم الباب : باب ورود تبع وأصحاب الفيل البيت ، وحفر عبد المطلب زمزم ، وهدم قريش الكعبة وبنائهم إياها وهدم الحجاج لها وبنائه إياها
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي علي صاحب الأنماط ، عن أبان بن تغلب ، قال : لما هدم الحجاج الكعبة ، فرق الناس ترابها ، فلما صاروا إلى بنائها ، فأرادوا أن يبنوها ، خرجت عليهم حية ، فمنعت الناس البناء حتى هربوا ، فأتوا الحجاج ، فأخبروه ، فخاف أن يكون قد منع بناءها ، فصعد المنبر ، ثم نشد الناس ، وقال : أنشد الله عبدا عنده مما ابتلينا به علم لما أخبرنا به. قال : فقام إليه شيخ ، فقال : إن يكن عند أحد علم ، فعند رجل رأيته جاء إلى الكعبة ، فأخذ مقدارها ، ثم مضى ، فقال الحجاج : من هو؟ قال : علي بن الحسين عليهماالسلام ، فقال : معدن ذلك ، فبعث إلى علي بن الحسين صلوات الله عليهما ، فأتاه فأخبره ما كان من منع الله إياه البناء . فقال له علي بن الحسين عليهماالسلام : « يا حجاج ، عمدت إلى بناء إبراهيم وإسماعيل ، فألقيته في الطريق ، وانتهبته كأنك ترى أنه تراث لك ، اصعد المنبر ، وانشد الناس أن لايبقى أحد منهم أخذ منه شيئا إلا رده ». قال : ففعل ، فأنشد الناس أن لايبقى منهم أحد عنده شيء إلا رده ، قال : فردوه ، فلما رأى جمع التراب ، أتى علي بن الحسين صلوات الله عليهما ، فوضع الأساس ، وأمرهم أن يحفروا ، قال : فتغيبت عنهم الحية ، وحفروا حتى انتهوا إلى موضع القواعد ، قال لهم علي بن الحسين عليهماالسلام : « تنحوا » فتنحوا ، فدنا منها ، فغطاها بثوبه ، ثم بكى ، ثم غطاها بالتراب بيد نفسه ، ثم دعا الفعلة ، فقال : « ضعوا بناءكم » فوضعوا البناء ، فلما ارتفعت حيطانها ، أمر بالتراب ، فقلب ، فألقي في جوفه ، فلذلك صار البيت مرتفعا يصعد إليه بالدرج.