اسم الكتاب : كتاب الحجة
اسم الباب : باب في شأن ( إنا أنزلناه فى ليلة القدر ) وتفسيرها
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
و قال : قال أبو جعفر عليه السلام : « لما ترون من بعثه الله ـ عز وجل ـ للشقاء على أهل الضلالة من أجناد الشياطين وأزواجهم أكثر مما ترون خليفة الله الذي بعثه للعدل والصواب من الملائكة ». قيل : يا أبا جعفر ، وكيف يكون شيء أكثر من الملائكة؟ قال : « كما شاء الله عز وجل ». قال السائل : يا أبا جعفر ، إني لو حدثت بعض الشيعة بهذا الحديث ، لأنكروه . قال : « كيف ينكرونه؟ » قال : يقولون : إن الملائكة أكثر من الشياطين. قال : « صدقت ، افهم عني ما أقول أنه ليس من يوم ولا ليلة إلا وجميع الجن والشياطين تزور أئمة الضلالة ، ويزور إمام الهدى عددهم من الملائكة ، حتى إذا أتت ليلة القدر فيهبط فيها من الملائكة إلى ولي الأمر ، خلق الله ـ أو قال : قيض الله ـ عز وجل من الشياطين بعددهم ، ثم زاروا ولي الضلالة ، فأتوه بالإفك والكذب حتى لعله يصبح فيقول : رأيت كذا وكذا ، فلو سأل ولي الأمر عن ذلك ، لقال : رأيت شيطانا أخبرك بكذا وكذا حتى يفسر له تفسيرا ، ويعلمه الضلالة التي هو عليها. وايم الله ، إن من صدق بليلة القدر ليعلم أنها لنا خاصة ؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام حين دنا موته : هذا وليكم من بعدي ، فإن أطعتموه رشدتم ، ولكن من لا يؤمن بما في ليلة القدر منكر ، ومن آمن بليلة القدر ـ ممن على غير رأينا ـ فإنه لا يسعه في الصدق إلا أن يقول : إنها لنا ، ومن لم يقل فإنه كاذب ؛ إن الله ـ عز وجل ـ أعظم من أن ينزل الأمر مع الروح والملائكة إلى كافر فاسق. فإن قال : إنه ينزل إلى الخليفة الذي هو عليها ، فليس قولهم ذلك بشيء. وإن قالوا : إنه ليس ينزل إلى أحد ، فلا يكون أن ينزل شيء إلى غير شيء. وإن قالوا ـ و سيقولون ـ : ليس هذا بشيء ، فقد ضلوا ضلالا بعيدا ».