Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الصلاة

اسم الباب : باب النوادر

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة : عن أبي عبد الله عليه‌ السلام ، قال : قال : « ما تروي هذه الناصبة؟ » فقلت : جعلت فداك ، فيما ذا؟ فقال : « في أذانهم وركوعهم وسجودهم ». فقلت : إنهم يقولون : إن أبي بن كعب رآه في النوم ، فقال : « كذبوا ؛ فإن دين الله - عز وجل - أعز من أن يرى في النوم ». قال : فقال له سدير الصيرفي : جعلت فداك ، فأحدث لنا من ذلك ذكرا. فقال أبو عبد الله عليه‌ السلام : « إن الله - عز وجل - لما عرج بنبيه صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله إلى سماواته السبع ، أما أولاهن فبارك عليه ، والثانية علمه فرضه ، فأنزل الله محملا من نور فيه أربعون نوعا من أنواع النور كانت محدقة بعرش الله ، تغشى أبصار الناظرين ، أما واحد منها فأصفر ، فمن أجل ذلك اصفرت الصفرة ، و واحد منها أحمر ، فمن أجل ذلك احمرت الحمرة ، و واحد منها أبيض ، فمن أجل ذلك ابيض البياض ، والباقي على سائر عدد الخلق من النور والألوان ، في ذلك المحمل حلق وسلاسل من فضة. ثم عرج به إلى السماء ، فنفرت الملائكة إلى أطراف السماء ، وخرت سجدا ، وقالت : سبوح قدوس ، ما أشبه هذا النور بنور ربنا! فقال جبرئيل عليه‌ السلام : الله أكبر ، الله أكبر ، ثم فتحت أبواب السماء ، واجتمعت الملائكة ، فسلمت على النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله أفواجا ، وقالت : يا محمد ، كيف أخوك ؟ إذا نزلت فأقرئه السلام ، قال النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله : أفتعرفونه ؟ قالوا : وكيف لانعرفه وقد أخذ ميثاقك وميثاقه منا وميثاق شيعته إلى يوم القيامة علينا ، وإنا لنتصفح وجوه شيعته في كل يوم وليلة خمسا - يعنون في كل وقت صلاة - وإنا لنصلي عليك وعليه ؟! ثم زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور لايشبه النور الأول ، وزادني حلقا وسلاسل ، وعرج بي إلى السماء الثانية ، فلما قربت من باب السماء الثانية ، نفرت الملائكة إلى أطراف السماء ، وخرت سجدا ، وقالت : سبوح قدوس ، رب الملائكة والروح ، ما أشبه هذا النور بنور ربنا! فقال جبرئيل عليه‌ السلام : أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، فاجتمعت الملائكة ، وقالت : يا جبرئيل ، من هذا معك؟ قال : هذا محمد صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، قالوا : وقد بعث ؟ قال : نعم. قال النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله : فخرجوا إلي شبه المعانيق ، فسلموا علي ، وقالوا : أقرئ أخاك السلام ، قلت : أتعرفونه؟ قالوا : وكيف لانعرفه وقد أخذ ميثاقك وميثاقه وميثاق شيعته إلى يوم القيامة علينا ، وإنا لنتصفح وجوه شيعته في كل يوم وليلة خمسا؟! يعنون في كل وقت صلاة. قال : « ثم زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور لاتشبه الأنوار الأولى ، ثم عرج بي إلى السماء الثالثة ، فنفرت الملائكة ، وخرت سجدا ، وقالت : سبوح قدوس ، رب الملائكة والروح ، ما هذا النور الذي يشبه نور ربنا؟ فقال جبرئيل عليه‌ السلام : أشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، فاجتمعت الملائكة ، وقالت : مرحبا بالأول ، ومرحبا بالآخر ، ومرحبا بالحاشر ، ومرحبا بالناشر ، محمد خير النبيين ، وعلي خير الوصيين. قال النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله : ثم سلموا علي ، وسألوني عن أخي ، قلت : هو في الأرض ، أفتعرفونه؟ قالوا : وكيف لانعرفه وقد نحج البيت المعمور كل سنة وعليه رق أبيض فيه اسم محمد واسم علي والحسن والحسين والأئمة عليهم‌السلام وشيعتهم إلى يوم القيامة ، وإنا لنبارك عليهم كل يوم وليلة خمسا - يعنون في وقت كل صلاة - ويمسحون رؤوسهم بأيديهم. قال : ثم زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور لاتشبه تلك الأنوار الأولى ، ثم عرج بي حتى انتهيت إلى السماء الرابعة ، فلم تقل الملائكة شيئا ، وسمعت دويا كأنه في الصدور ، فاجتمعت الملائكة ، ففتحت أبواب السماء ، وخرجت إلي شبه المعانيق ، فقال جبرئيل عليه‌ السلام : حي على الصلاة ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، حي على الفلاح ، فقالت الملائكة : صوتان مقرونان معروفان ، فقال جبرئيل عليه‌ السلام : قد قامت الصلاة ، قد قامت الصلاة ، فقالت الملائكة : هي لشيعته إلى يوم القيامة. ثم اجتمعت الملائكة ، وقالت : كيف تركت أخاك؟! فقلت لهم : وتعرفونه ؟ قالوا : نعرفه وشيعته وهم نور ، حول عرش الله ، وإن في البيت المعمور لرقا من نور ، فيه كتاب من نور ، فيه اسم محمد وعلي والحسن والحسين والأئمة وشيعتهم إلى يوم القيامة ، لايزيد فيهم رجل ، ولاينقص منهم رجل ، وإنه لميثاقنا ، وإنه ليقرأ علينا كل يوم جمعة ، ثم قيل لي : ارفع رأسك يا محمد! فرفعت رأسي ، فإذا أطباق السماء قد خرقت ، والحجب قد رفعت. ثم قال لي : طأطئ رأسك انظر ما ترى ، فطأطأت رأسي ، فنظرت إلى بيت مثل بيتكم هذا ، وحرم مثل حرم هذا البيت ، لو ألقيت شيئا من يدي لم يقع إلا عليه ، فقيل لي : يا محمد! إن هذا الحرم وأنت الحرام ، ولكل مثل مثال ، ثم أوحى الله إلي : يا محمد! ادن من صاد ، فاغسل مساجدك وطهرها ، وصل لربك ، فدنا رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله من صاد وهو ماء يسيل من ساق العرش الأيمن ، فتلقى رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله الماء بيده اليمنى ، فمن أجل ذلك صار الوضوء باليمين ، ثم أوحى الله - عز وجل - إليه : أن اغسل وجهك ؛ فإنك تنظر إلى عظمتي ، ثم اغسل ذراعيك اليمنى واليسرى ؛ فإنك تلقى بيدك كلامي ، ثم امسح رأسك بفضل ما بقي في يديك من الماء ، ورجليك إلى كعبيك ؛ فإني أبارك عليك وأوطئك موطئا لم يطأه أحد غيرك ؛ فهذا علة الأذان والوضوء. ثم أوحى الله - عز وجل - إليه : يا محمد! استقبل الحجر الأسود ، وكبرني على عدد حجبي ، فمن أجل ذلك صار التكبير سبعا ؛ لأن الحجب سبع ، فافتتح عند انقطاع الحجب ، فمن أجل ذلك صار الافتتاح سنة ، والحجب متطابقة بينهن بحار النور ، وذلك النور الذي أنزله الله على محمد صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، فمن أجل ذلك صار الافتتاح ثلاث مرات ؛ لافتتاح الحجب ثلاث مرات ، فصار التكبير سبعا ، والافتتاح ثلاثا. فلما فرغ من التكبير والافتتاح ، أوحى الله إليه : سم باسمي ، فمن أجل ذلك جعل ( بسم الله الرحمن الرحيم ) في أول السورة ، ثم أوحى الله إليه : أن احمدني ، فلما قال : ( الحمد لله رب العالمين ) قال النبي في نفسه : شكرا ، فأوحى الله - عز وجل - إليه : قطعت حمدي ، فسم باسمي ، فمن أجل ذلك جعل في الحمد ( الرحمن الرحيم ) مرتين ، فلما بلغ ( ولا الضالين ) قال النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله : الحمد لله رب العالمين شكرا ، فأوحى الله إليه : قطعت ذكري ، فسم باسمي ، فمن أجل ذلك جعل ( بسم الله الرحمن الرحيم ) في أول السورة . ثم أوحى الله - عز وجل - إليه : اقرأ يا محمد نسبة ربك تبارك وتعالى : ( قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد ) ثم أمسك عنه الوحي ، فقال رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله : الواحد الأحد الصمد ، فأوحى الله إليه : ( لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد ). ثم أمسك عنه الوحي ، فقال رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله : كذلك الله كذلك الله ربنا ، فلما قال ذلك ، أوحى الله إليه : اركع لربك يا محمد ، فركع ، فأوحى الله إليه - وهو راكع - : قل : سبحان ربي العظيم ، ففعل ذلك ثلاثا. ثم أوحى الله إليه : أن ارفع رأسك يا محمد ، ففعل رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، فقام منتصبا ، فأوحى الله - عز وجل - إليه : أن اسجد لربك يا محمد ، فخر رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ساجدا ، فأوحى الله - عز وجل - إليه : قل : سبحان ربي الأعلى ، ففعل عليه‌ السلام ذلك ثلاثا ، ثم أوحى الله إليه : استو جالسا يا محمد ، ففعل ، فلما رفع رأسه من سجوده واستوى جالسا ، نظر إلى عظمته ، تجلت له ، فخر ساجدا من تلقاء نفسه ، لالأمر أمر به ، فسبح أيضا ثلاثا ، فأوحى الله إليه : انتصب قائما ، ففعل ، فلم ير ما كان رأى من العظمة ، فمن أجل ذلك صارت الصلاة ركعة وسجدتين. ثم أوحى الله - عز وجل - إليه : اقرأ بالحمد لله ، فقرأها مثل ما قرأ أولا ، ثم أوحى الله - عز وجل - إليه : اقرأ ( إنا أنزلناه ) فإنها نسبتك ونسبة أهل بيتك إلى يوم القيامة ، وفعل في الركوع مثل ما فعل في المرة الأولى. ثم سجد سجدة واحدة ، فلما رفع رأسه ، تجلت له العظمة ، فخر ساجدا من تلقاء نفسه ، لالأمر أمر به ، فسبح أيضا ، ثم أوحى الله إليه : ارفع رأسك يا محمد ثبتك ربك ، فلما ذهب ليقوم ، قيل : يا محمد! اجلس ، فجلس ، فأوحى الله إليه : يا محمد إذا ما أنعمت عليك فسم باسمي ، فألهم أن قال : بسم الله ، وبالله ، ولا إله إلا الله ، والأسماء الحسنى كلها لله ، ثم أوحى الله إليه : يا محمد ، صل على نفسك وعلى أهل بيتك ، فقال : صلى الله علي وعلى أهل بيتي وقد فعل . ثم التفت فإذا بصفوف من الملائكة والمرسلين والنبيين ، فقيل : يا محمد ، سلم عليهم ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فأوحى الله إليه : أن السلام والتحية والرحمة والبركات أنت وذريتك ، ثم أوحى الله إليه : أن لا يلتفت يسارا ، وأول آية سمعها بعد ( قل هو الله أحد ) و ( إنا أنزلناه ) آية أصحاب اليمين وأصحاب الشمال ، فمن أجل ذلك كان السلام واحدة تجاه القبلة ، ومن أجل ذلك كان التكبير في السجود شكرا . وقوله : سمع الله لمن حمده لأن النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله سمع ضجة الملائكة بالتسبيح والتحميد والتهليل ، فمن أجل ذلك قال : سمع الله لمن حمده ، ومن أجل ذلك صارت الركعتان الأولتان كلما أحدث فيهما حدثا ، كان على صاحبهما إعادتهما ، فهذا الفرض الأول في صلاة الزوال ، يعني صلاة الظهر ». ‌


   Back to List