اسم الكتاب : كتاب الصلاة
اسم الباب : باب تهيئة الإمام للجمعة وخطبته والإنصات
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن بريد بن معاوية ، عن محمد بن مسلم : عن أبي جعفر عليه السلام في خطبة يوم الجمعة ؛ الخطبة الأولى : « الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهدي الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، انتجبه لولايته ، واختصه برسالته ، وأكرمه بالنبوة ، أمينا على غيبه ، ورحمة للعالمين ، وصلى الله على محمد وآله ، وعليهم السلام . أوصيكم عباد الله بتقوى الله ، وأخوفكم من عقابه ؛ فإن الله ينجي من اتقاه بمفازتهم ، لايمسهم السوء ، ولاهم يحزنون ، ومكرم من خافه ، يقيهم شر ما خافوا ، ويلقيهم نضرة وسرورا ، وأرغبكم في كرامة الله الدائمة ، وأخوفكم عقابه الذي لا انقطاع له ، ولانجاة لمن استوجبه ، فلا تغرنكم الدنيا ، ولاتركنوا إليها ؛ فإنها دار غرور ، كتب الله عليها وعلى أهلها الفناء ، فتزودوا منها الذي أكرمكم الله به من التقوى والعمل الصالح ؛ فإنه لايصل إلى الله من أعمال العباد إلا ما خلص منها ، ولايتقبل الله إلا من المتقين. وقد أخبركم الله عن منازل من آمن وعمل صالحا ، وعن منازل من كفر وعمل في غير سبيله ، وقال : ( ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود . وما نؤخره إلا لأجل معدود . يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد . فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد . وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ ) نسأل الله - الذي جمعنا لهذا الجمع - أن يبارك لنا في يومنا هذا ، وأن يرحمنا جميعا ؛ إنه على كل شيء قدير. إن كتاب الله أصدق الحديث ، وأحسن القصص ، وقال الله عز وجل : ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ) فاسمعوا طاعة الله ، وأنصتوا ابتغاء رحمته. ثم اقرأ سورة من القرآن ، وادع ربك ، وصل على النبي صلى الله عليه وآله ، وادع للمؤمنين والمؤمنات ، ثم تجلس قدر ما تمكن هنيهة ، ثم تقوم ، فتقول : الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونستغفره ونستهديه ، ونؤمن به ونتوكل عليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهدي الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، وجعله رحمة للعالمين بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما ، فقد غوى. أوصيكم عباد الله بتقوى الله ، الذي ينفع بطاعته من أطاعه ، والذي يضر بمعصيته من عصاه ، الذي إليه معادكم ، وعليه حسابكم ؛ فإن التقوى وصية الله فيكم ، وفي الذين من قبلكم ؛ قال الله عز وجل : ( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله غنيا حميدا ) انتفعوا بموعظة الله ، والزموا كتابه ؛ فإنه أبلغ الموعظة ، وخير الأمور في المعاد عاقبة ، ولقد اتخذ الله الحجة ، فلا يهلك من هلك إلا عن بينة ، ولايحيى من حي إلا عن بينة ، وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله الذي أرسل به ، فالزموا وصيته وما ترك فيكم من بعده من الثقلين : كتاب الله ، وأهل بيته ، اللذين لا يضل من تمسك بهما ، ولايهتدي من تركهما ؛ اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ، سيد المرسلين ، وإمام المتقين ، ورسول رب العالمين. ثم تقول : اللهم صل على أمير المؤمنين ، ووصي رسول رب العالمين ، ثم تسمي الأئمة حتى تنتهي إلى صاحبك. ثم تقول : اللهم افتح له فتحا يسيرا ، وانصره نصرا عزيزا ، اللهم أظهر به دينك وسنة نبيك حتى لايستخفي بشيء من الحق مخافة أحد من الخلق . اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله ، وتذل بها النفاق وأهله ، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك ، والقادة في سبيلك ، وترزقنا فيها كرامة الدنيا والآخرة. اللهم ما حملتنا من الحق فعرفناه ، وما قصرنا عنه فعلمناه ، ثم يدعو الله على عدوه ، ويسأل لنفسه وأصحابه ، ثم يرفعون أيديهم ، فيسألون الله حوائجهم كلها ، حتى إذا فرغ من ذلك قال : اللهم استجب لنا ، ويكون آخر كلامه أن يقول : ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) ثم يقول : اللهم اجعلنا ممن تذكر ، فتنفعه الذكرى ؛ ثم ينزل ».