اسم الكتاب : كتاب الجنائز
اسم الباب : باب ما يعاين المؤمن والكافر
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان ، قال : حدثني من سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول : « منكم والله يقبل ، ولكم والله يغفر ، إنه ليس بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى السرور وقرة العين إلا أن تبلغ نفسه هاهنا » وأومأ بيده إلى حلقه. ثم قال : « إنه إذا كان ذلك واحتضر ، حضره رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام وجبرئيل وملك الموت عليهماالسلام ، فيدنو منه علي عليه السلام ، فيقول : يا رسول الله ، إن هذا كان يحبنا أهل البيت ، فأحبه ، ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله : يا جبرئيل ، إن هذا كان يحب الله ورسوله وأهل بيت رسوله ، فأحبه ، ويقول جبرئيل لملك الموت : إن هذا كان يحب الله ورسوله وأهل بيت رسوله ، فأحبه ، وارفق به ، فيدنو منه ملك الموت ، فيقول : يا عبد الله ، أخذت فكاك رقبتك؟ أخذت أمان براءتك؟ تمسكت بالعصمة الكبرى في الحياة الدنيا؟ ». قال : « فيوفقه الله عز وجل ، فيقول : نعم ، فيقول : وما ذاك ؟ فيقول : ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام ، فيقول : صدقت ، أما الذي كنت تحذره ، فقد آمنك الله منه ، وأما الذي كنت ترجوه ، فقد أدركته ، أبشر بالسلف الصالح مرافقة رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة عليهماالسلام. ثم يسل نفسه سلا رفيقا ، ثم ينزل بكفنه من الجنة وحنوطه من الجنة بمسك أذفر ، فيكفن بذلك الكفن ، ويحنط بذلك الحنوط ، ثم يكسى حلة صفراء من حلل الجنة ، فإذا وضع في قبره ، فتح له باب من أبواب الجنة يدخل عليه من روحها وريحانها ، ثم يفسح له عن أمامه مسيرة شهر ، وعن يمينه وعن يساره ، ثم يقال له : نم نومة العروس على فراشها ، أبشر بروح وريحان ، وجنة نعيم ، وربغير غضبان ، ثم يزور آل محمد في جنان رضوى ، فيأكل معهم من طعامهم ، ويشرب معهم من شرابهم ، ويتحدث معهم في مجالسهم حتى يقوم قائمنا أهل البيت ، فإذا قام قائمنا بعثهم الله ، فأقبلوا معه يلبون زمرا زمرا ، فعند ذلك يرتاب المبطلون ، ويضمحل المحلون ، وقليل ما يكونون ، هلكت المحاضير ، ونجا المقربون ، من أجل ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : أنت أخي ، وميعاد ما بيني وبينك وادي السلام ». قال : « وإذا احتضر الكافر ، حضره رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام وجبرئيل وملك الموت عليهماالسلام ، فيدنو منه علي عليه السلام ، فيقول : يا رسول الله ، إن هذا كان يبغضنا أهل البيت ، فأبغضه ، ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله: يا جبرئيل ، إن هذا كان يبغض الله ورسوله وأهل بيت رسوله ، فأبغضه ، ويقول جبرئيل : يا ملك الموت ، إن هذا كان يبغض الله ورسوله وأهل بيت رسوله ، فأبغضه واعنف عليه ، فيدنو منه ملك الموت ، فيقول : يا عبد الله ، أخذت فكاك رهانك؟ أخذت أمان براءتك ؟ تمسكت بالعصمة الكبرى في الحياة الدنيا؟ فيقول : لا ، فيقول : أبشر يا عدو الله بسخط الله - عز وجل - وعذابه والنار ، أما الذي كنت تحذره فقد نزل بك ، ثم يسل نفسه سلا عنيفا ، ثم يوكل بروحه ثلاثمائة شيطان كلهم يبزق في وجهه ، ويتأذى بروحه ، فإذا وضع في قبره ، فتح له باب من أبواب النار ، فيدخل عليه من فيحها ولهبها ».