اسم الكتاب : كتاب التوحيد
اسم الباب : باب تأويل الصمد
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن الحسن بن السري ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن شيء من التوحيد ، فقال : « إن الله ـ تباركت أسماؤه التي يدعى بها ، وتعالى في علو كنهه ـ واحد توحد بالتوحيد في توحده ، ثم أجراه على خلقه ؛ فهو واحد ، صمد ، قدوس ، يعبده كل شيء ، ويصمد إليه كل شيء ، ووسع كل شيء علما ». قال أبو جعفر الكليني : فهذا هو المعنى الصحيح في تأويل الصمد ، لاما ذهب إليه المشبهة أن تأويل الصمد : المصمت الذي لاجوف له ؛ لأن ذلك لايكون إلا من صفة الجسم ، والله ـ جل ذكره ـ متعال عن ذلك ، هو أعظم وأجل من أن تقع الأوهام على صفته ، أو تدرك كنه عظمته ، ولو كان تأويل الصمد في صفة الله ـ عز وجل ـ المصمت ، لكان مخالفا لقوله عز وجل : ( ليس كمثله شيء ) لأن ذلك من صفة الأجسام المصمتة التي لا أجواف لها ، مثل الحجر والحديد وسائر الأشياء المصمتة التي لا أجواف لها ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، فأما ما جاء في الأخبار من ذلك ، فالعالم عليه السلام أعلم بما قال. وهذا الذي قال عليه السلام ـ أن الصمد هو السيد المصمود إليه ـ هو معنى صحيح موافق لقول الله عز وجل : ( ليس كمثله شيء ). والمصمود إليه : المقصود في اللغة. قال أبو طالب في بعض ما كان يمدح به النبي صلى الله عليه وآله وسلم من شعره ||| وبالجمرة القصوى إذا صمدوا لها ... يؤمون قذفا رأسها بالجنادل ||| يعني قصدوا نحوها يرمونها بالجنادل ، يعني الحصى الصغار التي تسمى بالجمار. وقال بعض شعراء الجاهلية شعرا : |||| ما كنت أحسب أن بيتا ظاهرا ... لله في أكناف مكة يصمد ||| يعني : يقصد . وقال الزبرقان : ||| .......... ... ولا رهيبة إلا سيد صمد ||| وقال شداد بن معاوية في حذيفة بن بدر : ||| علوته بحسام ثم قلت له ... خذها حذيف فأنت السيد الصمد ||| ومثل هذا كثير ، والله ـ عز وجل ـ هو السيد الصمد الذي جميع الخلق ـ من الجن والإنس ـ إليه يصمدون في الحوائج ، وإليه يلجؤون عند الشدائد ، ومنه يرجون الرخاء ودوام النعماء ليدفع عنهم الشدائد.