اسم الكتاب : كتاب الدعاء
اسم الباب : باب ذكر الله عز وجل كثيرا
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد الأشعري ، عن ابن القداح : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « ما من شيء إلا وله حد ينتهي إليه إلا الذكر ، فليس له حد ينتهي إليه ، فرض الله - عز وجل - الفرائض ، فمن أداهن فهو حدهن ؛ وشهر رمضان ، فمن صامه فهو حده ؛ والحج ، فمن حج فهو حده ، إلا الذكر ؛ فإن الله - عزو جل - لم يرض منه بالقليل ، ولم يجعل له حدا ينتهي إليه » ثم تلا : ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا . وسبحوه بكرة وأصيلا ) فقال : « لم يجعل الله - عز وجل - له حدا ينتهي إليه ». قال : « وكان أبي عليه السلام كثير الذكر ، لقد كنت أمشي معه وإنه ليذكر الله ، وآكل معه الطعام وإنه ليذكر الله ، ولقد كان يحدث القوم وما يشغله ذلك عن ذكر الله ، وكنت أرى لسانه لازقا بحنكه يقول : لاإله إلا الله ، وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس ، و يأمر بالقراءة من كان يقرأ منا ، ومن كان لايقرأ منا أمره بالذكر. والبيت الذي يقرأ فيه القرآن ، ويذكر الله - عز وجل - فيه ، تكثر بركته ، وتحضره الملائكة ، وتهجره الشياطين ، ويضيء لأهل السماء ، كما يضيء الكوكب الدري لأهل الأرض ؛ والبيت الذي لايقرأ فيه القرآن ، ولايذكر الله فيه ، تقل بركته ، وتهجره الملائكة ، وتحضره الشياطين. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ألاأخبركم بخير أعمالكم لكم ، أرفعها في درجاتكم وأزكاها عند مليككم ، وخير لكم من الدينار والدرهم ، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتقتلوهم ويقتلوكم؟ فقالوا : بلى ،.. قال : ذكر الله - عز وجل - كثيرا ». ثم قال : « جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله ، فقال : من خير أهل المسجد؟ فقال : أكثرهم لله ذكرا ، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : من أعطي لسانا ذاكرا ، فقد أعطي خير الدنيا والآخرة ، وقال في قوله تعالى : ( ولا تمنن تستكثر ) قال : لاتستكثر ما عملت من خير لله».