اسم الكتاب : كتاب التوحيد
اسم الباب : باب الإرادة أنها من صفات الفعل ، وسائر صفاتالفعل
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن محمد بن مسلم : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « المشيئة محدثة ». جملة القول في صفات الذات وصفات الفعل إن كل شيئين وصفت الله بهما ، وكانا جميعا في الوجود ، فذلك صفة فعل ؛ وتفسير هذه الجملة : أنك تثبت في الوجود ما يريد وما لايريد ، وما يرضاه وما يسخطه ، وما يحب وما يبغض ، فلو كانت الإرادة من صفات الذات مثل العلم والقدرة ، كان ما لا يريد ناقضا لتلك الصفة ، ولو كان ما يحب من صفات الذات ، كان ما يبغض ناقضا لتلك الصفة ؛ ألاترى أنا لانجد في الوجود ما لايعلم وما لايقدر عليه ، وكذلك صفات ذاته الأزلي لسنا نصفه بقدرة وعجز ، وعلم وجهل ، وسفه وحكمة وخطا ، وعز وذلة ، ويجوز أن يقال : يحب من أطاعه ، ويبغض من عصاه ، ويوالي من أطاعه ، ويعادي من عصاه ، وإنه يرضى ويسخط ؛ ويقال في الدعاء : اللهم ارض عني ، ولا تسخط علي ، وتولني ولا تعادني. ولا يجوز أن يقال : يقدر أن يعلم ولا يقدر أن لايعلم ، ويقدر أن يملك ولا يقدر أن لا يملك ، ويقدر أن يكون عزيزا حكيما ولا يقدر أن لايكون عزيزا حكيما ، ويقدر أن يكون جوادا ولا يقدر أن لايكون جوادا ، ويقدر أن يكون غفورا ولا يقدر أن لا يكون غفورا. ولا يجوز أيضا أن يقال : أراد أن يكون ربا وقديما وعزيزا وحكيما ومالكا وعالما وقادرا ؛ لأن هذه من صفات الذات ، والإرادة من صفات الفعل ؛ ألاترى أنه يقال : أراد هذا ولم يرد هذا ، وصفات الذات تنفي عنه بكل صفة منها ضدها ؛ يقال : حي وعالم وسميع وبصير وعزيز وحكيم ، غني ، ملك ، حليم ، عدل ، كريم ؛ فالعلم ضده الجهل ، والقدرة ضدها العجز ، والحياة ضدها الموت ، والعزة ضدها الذلة ، والحكمة ضدها الخطأ ، وضد الحلم العجلة والجهل ، وضد العدل الجور والظلم.