اسم الكتاب : كتاب الإيمان والكفر
اسم الباب : باب صفة النفاق والمنافق
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
قال عليه السلام : « والنفاق على أربع دعائم : على الهوى ، والهوينا ، والحفيظة ، والطمع. فالهوى على أربع شعب : على البغي ، والعدوان ، والشهوة ، والطغيان ؛ فمن بغى كثرت غوائله ، وتخلي منه ، وقصر عليه ؛ ومن اعتدى لم يؤمن بوائقه ، ولم يسلم قلبه ، ولم يملك نفسه عن الشهوات ؛ ومن لم يعذل نفسه في الشهوات خاض في الخبيثات ؛ ومن طغى ضل على عمد بلا حجة. والهوينا على أربع شعب : على الغرة ، والأمل ، والهيبة ، والمماطلة ؛ وذلك بأن الهيبة ترد عن الحق ، والمماطلة تفرط في العمل حتى يقدم عليه الأجل ؛ ولو لا الأمل علم الإنسان حسب ما هو فيه ، ولو علم حسب ما هو فيه ، مات خفاتا من الهول والوجل ؛ والغرة تقصر بالمرء عن العمل. والحفيظة على أربع شعب : على الكبر ، والفخر ، والحمية ، والعصبية ؛ فمن استكبر أدبر عن الحق ؛ ومن فخر فجر ؛ ومن حمي أصر على الذنوب ؛ ومن أخذته العصبية جار ، فبئس الأمر أمر بين إدبار وفجور ، وإصرار وجور على الصراط. والطمع على أربع شعب : الفرح ، والمرح ، واللجاجة ، والتكاثر ؛ فالفرح مكروه عند الله ، والمرح خيلاء ، واللجاجة بلاء لمن اضطرته إلى حمل الآثام ، والتكاثر لهو ولعب وشغل واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير. فذلك النفاق ودعائمه وشعبه ، والله قاهر فوق عباده ، تعالى ذكره ، وجل وجهه ، وأحسن كل شيء خلقه ، وانبسطت يداه ، و وسعت كل شيء رحمته ، وظهر أمره ، وأشرق نوره ، وفاضت بركته ، واستضاءت حكمته ، وهيمن كتابه ، وفلجت حجته ، وخلص دينه ، واستظهر سلطانه ، وحقت كلمته ، وأقسطت موازينه ، وبلغت رسله ، فجعل السيئة ذنبا ، والذنب فتنة ، والفتنة دنسا ؛ وجعل الحسنى عتبى ، والعتبى توبة ، والتوبة طهورا ؛ فمن تاب اهتدى ؛ ومن افتتن غوى ما لم يتب إلى الله ، ويعترف بذنبه ، ولايهلك على الله إلا هالك. الله الله ؛ فما أوسع ما لديه من التوبة والرحمة والبشرى والحلم العظيم! وما أنكل ما عنده من الأنكال والجحيم والبطش الشديد! فمن ظفر بطاعته اجتلب كرامته ؛ ومن دخل في معصيته ذاق وبال نقمته ، وعما قليل ليصبحن نادمين ».