Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الإيمان والكفر

اسم الباب : باب وجوه الكفر

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح ، عن القاسم بن بريد ، عن أبي عمرو الزبيري : عن أبي عبد الله عليه‌ السلام ، قال : قلت له : أخبرني عن وجوه الكفر في كتاب الله عز وجل. قال : « الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه : فمنها كفر الجحود - والجحود على‌ وجهين - والكفر بترك ما أمر الله ، وكفر البراءة ، وكفر النعم . فأما كفر الجحود ، فهو الجحود بالربوبية ، وهو قول من يقول : لارب ، ولاجنة ، ولانار ، وهو قول صنفين من الزنادقة يقال لهم : الدهرية ، وهم الذين يقولون : ( وما يهلكنا إلا الدهر) وهو دين وضعوه لأنفسهم بالاستحسان منهم على غير تثبت منهم ولاتحقيق لشيء مما يقولون ، قال الله عز و جل : ( إن هم إلا يظنون ) أن ذلك كما يقولون ، وقال : ( إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) يعني بتوحيد الله تعالى ، فهذا أحد وجوه الكفر. وأما الوجه الآخر من الجحود على معرفة ، فهو أن يجحد الجاحد وهو يعلم أنه حق قد استقر عنده ، وقد قال الله عز وجل : ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ) وقال الله عز وجل : ( وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين ) فهذا تفسير وجهي الجحود. والوجه الثالث من الكفر كفر النعم ، وذلك قوله تعالى يحكي قول سليمان عليه‌ السلام : ( هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم ) وقال : ( لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ) وقال : ( فاذكرونى أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ) . والوجه الرابع من الكفر ترك ما أمر الله - عز و جل - به ، وهو قول الله عز و جل : ( وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون . ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم ) فكفرهم بترك ما أمر الله - عز و جل - به ، ونسبهم إلى الإيمان ، ولم يقبله منهم ، ولم ينفعهم عنده ، فقال : ( فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون ) . والوجه الخامس من الكفر كفر البراءة ، وذلك قوله - عز و جل - يحكي قول إبراهيم عليه‌ السلام : ( كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده ) يعني تبرأنا منكم ، وقال : يذكر إبليس وتبرئته من أوليائه من الإنس يوم القيامة : ( إني كفرت بما أشركتمون من قبل ) وقال : ( إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ) يعني يتبرأ بعضكم من بعض ».


   Back to List