اسم الكتاب : كتاب التوحيد
اسم الباب : باب في إبطال الرؤية
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
أحمد بن إدريس ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان بن يحيى ، قال : سألني أبو قرة المحدث أن أدخله على أبي الحسن الرضا عليه السلام ، فاستأذنته في ذلك ، فأذن لي فدخل عليه ، فسأله عن الحلال والحرام والأحكام حتى بلغ سؤاله إلى التوحيد ، فقال أبو قرة : إنا روينا أن الله قسم الرؤية والكلام بين نبيين ، فقسم الكلام لموسى ، ولمحمد الرؤية. فقال أبو الحسن عليه السلام : « فمن المبلغ عن الله إلى الثقلين من الجن والإنس ( لا تدركه الأبصار ) و ( لا يحيطون به علما ) و ( ليس كمثله شيء ) ؟ أليس محمد؟ » قال : بلى ، قال : « كيف يجيء رجل إلى الخلق جميعا ، فيخبرهم أنه جاء من عند الله ، وأنه يدعوهم إلى الله بأمر الله ، فيقول : ( لا تدركه الأبصار ) ، و ( لا يحيطون به علما ) و ( ليس كمثله شيء ) ثم يقول : أنا رأيته بعيني ، وأحطت به علما ، وهو على صورة البشر؟! أما تستحون ؟ ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا أن يكون يأتي من عند الله بشيء ، ثم يأتي بخلافه من وجه آخر ». قال أبو قرة : فإنه يقول : ( ولقد رآه نزلة أخرى ) ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام : « إن بعد هذه الآية ما يدل على ما رأى ؛ حيث قال : ( ما كذب الفؤاد ما رأى ) يقول : ما كذب فؤاد محمد ما رأت عيناه ، ثم أخبر بما رأى ، فقال : ( لقد رأى من آيات ربه الكبرى ) فآيات الله غير الله ، وقد قال الله : ( ولا يحيطون به علما ) فإذا رأته الأبصار ، فقد أحاطت به العلم ، ووقعت المعرفة ». فقال أبو قرة : فتكذب بالروايات؟ فقال أبو الحسن عليه السلام : « إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن ، كذبتها ، وما أجمع المسلمون عليه أنه لايحاط به علما ، و ( لا تدركه الأبصار ) و ( ليس كمثله شيء ) ».