اسم الكتاب : كتاب التوحيد
اسم الباب : باب حدوث العالم وإثبات المحدث
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن محمد بن إسحاق الخفاف ، أو عن أبيه ، عن محمد بن إسحاق ، قال : إن عبد الله الديصاني سأل هشام بن الحكم ، فقال له : ألك رب؟ فقال : بلى ، قال : أقادر هو؟ قال : نعم ، قادر قاهر ، قال : يقدر أن يدخل الدنيا كلها البيضة ، لاتكبر البيضة ولا تصغر الدنيا؟ قال هشام : النظرة ، فقال له : قد أنظرتك حولا ، ثم خرج عنه. فركب هشام إلى أبي عبد الله عليه السلام ، فاستأذن عليه ، فأذن له ، فقال له : يا ابن رسول الله ، أتاني عبد الله الديصاني بمسألة ليس المعول فيها إلا على الله وعليك ، فقال له أبو عبد الله عليه السلام : « عما ذا سألك؟ » فقال : قال لي : كيت وكيت ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : « يا هشام ، كم حواسك؟ » قال : خمس ، قال : « أيها أصغر؟ » قال : الناظر ، قال : « وكم قدر الناظر؟ » قال : مثل العدسة أو أقل منها ، فقال له : « يا هشام ، فانظر أمامك وفوقك وأخبرني بما ترى » فقال : أرى سماء وأرضا ودورا وقصورا وبراري وجبالا وأنهارا ، فقال له أبو عبد الله عليه السلام : « إن الذي قدر أن يدخل الذي تراه العدسة أو أقل منها قادر أن يدخل الدنيا كلها البيضة لاتصغر الدنيا ولا تكبر البيضة ». فأكب هشام عليه ، وقبل يديه ورأسه ورجليه ، وقال : حسبي يا ابن رسول الله ، وانصرف إلى منزله ، وغدا عليه الديصاني ، فقال له : يا هشام ، إني جئتك مسلما ، ولم أجئك متقاضيا للجواب ، فقال له هشام : إن كنت جئت متقاضيا ، فهاك الجواب. فخرج الديصاني عنه حتى أتى باب أبي عبد الله عليه السلام ، فاستأذن عليه ، فأذن له ، فلما قعد ، قال له : يا جعفر بن محمد ، دلني على معبودي ، فقال له أبو عبد الله عليه السلام : « ما اسمك؟ » فخرج عنه ، ولم يخبره باسمه ، فقال له أصحابه : كيف لم تخبره باسمك؟ قال : لو كنت قلت له : عبد الله ، كان يقول : من هذا الذي أنت له عبد؟ فقالوا له : عد إليه ، وقل له : يدلك على معبودك ، ولا يسألك عن اسمك. فرجع إليه ، فقال له : يا جعفر بن محمد ، دلني على معبودي ، ولا تسألني عن اسمي ، فقال له أبو عبد الله عليه السلام : « اجلس » وإذا غلام له صغير ، في كفه بيضة يلعب بها ، فقال له أبو عبد الله عليه السلام : « ناولني يا غلام البيضة » ، فناوله إياها ، فقال له أبو عبد الله عليه السلام : « يا ديصاني ، هذا حصن مكنون ، له جلد غليظ ، وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق ، وتحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة ، وفضة ذائبة ، فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضة الذائبة ، ولا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة ، فهي على حالها ، لم يخرج منها خارج مصلح ؛ فيخبر عن صلاحها ، ولا دخل فيها مفسد ؛ فيخبر عن فسادها ، لايدرى للذكر خلقت أم للأنثى ، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس ، أترى لها مدبرا؟ ». قال : فأطرق مليا ، ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، و أن محمدا عبده ورسوله ، وأنك إمام و حجة من الله على خلقه ، وأنا تائب مما كنت فيه .