Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب التوحيد

اسم الباب : باب حدوث العالم وإثبات المحدث

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
حدثني محمد بن جعفر الأسدي ، عن محمد بن إسماعيل البرمكي الرازي ، عن الحسين بن الحسن بن برد الدينوري ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن عبد الله الخراساني خادم الرضا عليه‌ السلام ، قال : دخل رجل من الزنادقة على أبي الحسن عليه‌ السلام وعنده جماعة ، فقال أبو الحسن عليه‌ السلام : « أيها الرجل ، أرأيت ، إن كان القول قولكم ـ وليس هو كما تقولون ـ ألسنا وإياكم شرعا سواء ، لايضرنا ما صلينا وصمنا ، وزكينا وأقررنا؟ » فسكت الرجل. ثم قال أبو الحسن عليه‌ السلام : « وإن كان القول قولنا ـ وهو قولنا ـ ألستم قد هلكتم ونجونا؟ ». فقال : رحمك الله ، أوجدني كيف هو؟ وأين هو؟ فقال : « ويلك ، إن الذي ذهبت إليه غلط ؛ هو أين الأين بلا أين ، وكيف الكيف بلا كيف ، فلا يعرف بالكيفوفية ، ولا بأينونية ، ولا يدرك بحاسة ، ولا يقاس بشيء ». فقال الرجل : فإذا إنه لاشيء إذا لم يدرك بحاسة من الحواس ، فقال أبو الحسن عليه‌ السلام : « ويلك ، لما عجزت حواسك عن إدراكه ، أنكرت ربوبيته ، ونحن إذا عجزت حواسنا عن إدراكه ، أيقنا أنه ربنا بخلاف شيء من الأشياء ». قال الرجل : فأخبرني متى كان؟ قال أبو الحسن عليه‌ السلام : « أخبرني متى لم يكن ؛ فأخبرك متى كان؟ » قال الرجل : فما الدليل عليه؟ فقال أبو الحسن عليه‌ السلام : « إني لما‌ نظرت إلى جسدي ، ولم يمكني فيه زيادة ولا نقصان في العرض والطول ، ودفع المكاره عنه ، وجر المنفعة إليه ، علمت أن لهذا البنيان بانيا ، فأقررت به ؛ مع ما أرى ـ من دوران الفلك بقدرته ، وإنشاء السحاب ، وتصريف الرياح ، ومجرى الشمس والقمر والنجوم ، وغير ذلك من الآيات العجيبات المبينات ـ علمت أن لهذا مقدرا ومنشئا » .


   Back to List