Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الإيمان والكفر

اسم الباب : باب البر بالوالدين

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن علي بن الحكم ، عن معاوية بن وهب ، عن زكريا بن إبراهيم ، قال : كنت نصرانيا ، فأسلمت وحججت ، فدخلت على أبي عبد الله عليه‌ السلام ، فقلت : إني كنت على النصرانية وإني أسلمت ، فقال : « وأي شيء رأيت في الإسلام؟ » قلت : قول الله عز وجل : ( ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء ) فقال : « لقد هداك الله ». ثم قال : « اللهم اهده - ثلاثا - سل عما شئت يا بني ». فقلت : إن أبي وأمي على النصرانية وأهل بيتي ، وأمي مكفوفة البصر ، فأكون معهم ، وآكل في آنيتهم؟ فقال : « يأكلون لحم الخنزير؟ » فقلت : لا ، ولا يمسونه ، فقال : « لا بأس ، فانظر أمك فبرها ، فإذا ماتت فلا تكلها إلى غيرك ، كن أنت الذي‌ تقوم بشأنها ، ولا تخبرن أحدا أنك أتيتني حتى تأتيني بمنى إن شاء الله ». قال : فأتيته بمنى والناس حوله كأنه معلم صبيان هذا يسأله ، وهذا يسأله ، فلما قدمت الكوفة ألطفت لأمي ، وكنت أطعمها ، وأفلي ثوبها ورأسها ، وأخدمها ، فقالت لي : يا بني ، ما كنت تصنع بي هذا وأنت على ديني؟ فما الذي أرى منك منذ هاجرت ، فدخلت في الحنيفية؟ فقلت : رجل من ولد نبينا أمرني بهذا ، فقالت : هذا الرجل هو نبي؟ فقلت : لا ، ولكنه ابن نبي ، فقالت : يا بني ، هذا نبي ؛ إن هذه وصايا الأنبياء ، فقلت : يا أمه ، إنه ليس يكون بعد نبينا نبي ، ولكنه ابنه. فقالت : يا بني ، دينك خير دين ، اعرضه علي ، فعرضته عليها ، فدخلت في الإسلام ، وعلمتها ، فصلت الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة ، ثم عرض لها عارض في الليل ، فقالت : يا بني ، أعد علي ما علمتني ، فأعدته عليها ، فأقرت به وماتت ، فلما أصبحت كان المسلمون الذين غسلوها ، وكنت أنا الذي صليت عليها ، ونزلت في قبرها ».


   Back to List