Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الإيمان والكفر

اسم الباب : باب ذم الدنيا والزهد فيها‌

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن أبي جميلة ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌ السلام : « كتب أمير المؤمنين عليه‌ السلام إلى بعض أصحابه يعظه : أوصيك ونفسي بتقوى من لاتحل معصيته ، ولا يرجى غيره ، ولا الغنى إلا به ؛ فإن من اتقى الله ، جل وعز وقوي وشبع وروي ورفع عقله عن أهل الدنيا ، فبدنه مع أهل الدنيا ، وقلبه وعقله معاين الآخرة ، فأطفأ بضوء قلبه ما أبصرت عيناه من حب الدنيا ، فقذر حرامها ، وجانب شبهاتها ، وأضر - والله - بالحلال الصافي إلا ما لابد له من كسرة منه يشد بها صلبه ، وثوب يواري به عورته من أغلظ ما يجد وأخشنه ، ولم يكن له فيما لابد له منه ثقة ولا رجاء ، فوقعت ثقته ورجاؤه على خالق الأشياء ، فجد واجتهد وأتعب بدنه حتى بدت الأضلاع ، وغارت العينان ، فأبدل الله له من ذلك قوة في بدنه وشدة في عقله ، وما ذخر له في الآخرة أكثر ، فارفض الدنيا ؛ فإن حب الدنيا يعمي ويصم ويبكم ويذل الرقاب ؛ فتدارك ما بقي من عمرك ، ولا تقل غدا أو بعد غد ؛ فإنما هلك من كان قبلك بإقامتهم على الأماني والتسويف حتى أتاهم أمر الله بغتة وهم غافلون ، فنقلوا على أعوادهم إلى قبورهم المظلمة الضيقة وقد أسلمهم الأولاد والأهلون ، فانقطع إلى الله بقلب منيب من رفض الدنيا‌ وعزم ليس فيه انكسار ولا انخزال ؛ أعاننا الله وإياك على طاعته ، ووفقنا الله وإياك لمرضاته ». ‌


   Back to List