اسم الكتاب : كتاب الإيمان والكفر
اسم الباب : باب ذم الدنيا والزهد فيها
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يحيى بن عقبة الأزدي : عن أبي عبد الله عليه السلام : قال : قال أبو جعفر عليه السلام : « مثل الحريص على الدنيا كمثل دودة القز ، كلما ازدادت على نفسها لفا ، كان أبعد لها من الخروج حتى تموت غما ». قال : و قال أبو عبد الله عليه السلام : « كان فيما وعظ به لقمان ابنه : يا بني ، إن الناس قد جمعوا قبلك لأولادهم ، فلم يبق ما جمعوا ، ولم يبق من جمعوا له ، وإنما أنت عبد مستأجر قد أمرت بعمل ، ووعدت عليه أجرا ، فأوف عملك ، واستوف أجرك ، ولا تكن في هذه الدنيا بمنزلة شاة وقعت في زرع أخضر ، فأكلت حتى سمنت ، فكان حتفها عند سمنها ، ولكن اجعل الدنيا بمنزلة قنطرة على نهر جزت عليها وتركتها ، ولم ترجع إليها آخر الدهر ، أخربها ولا تعمرها ؛ فإنك لم تؤمر بعمارتها. واعلم أنك ستسأل غدا إذا وقفت بين يدي الله - عز وجل - عن أربع : شبابك فيما أبليته؟ وعمرك فيما أفنيته؟ ومالك مما اكتسبته وفيما أنفقته؟ فتأهب لذلك ، وأعد له جوابا ، ولا تأس على ما فاتك من الدنيا ؛ فإن قليل الدنيا لايدوم بقاؤه ، وكثيرها لا يؤمن بلاؤه ، فخذ حذرك ، وجد في أمرك ، واكشف الغطاء عن وجهك ، وتعرض لمعروف ربك ، وجدد التوبة في قلبك ، واكمش في فراغك ، قبل أن يقصد قصدك ، ويقضى قضاؤك ، ويحال بينك وبين ما تريد ».