Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الإيمان والكفر

اسم الباب : باب ذم الدنيا والزهد فيها‌

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
عنه ، عن علي بن الحكم ، عن عمر بن أبان ، عن أبي حمزة : عن أبي جعفر عليه‌ السلام ، قال : « قال علي بن الحسين صلوات الله عليهما : إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة ، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة ، ولكل واحدة منهما بنون ؛ فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا. ألا وكونوا من الزاهدين في الدنيا ، الراغبين في الآخرة. ألا إن الزاهدين في الدنيا اتخذوا الأرض بساطا ، والتراب فراشا ، والماء طيبا ، وقرضوا من الدنيا تقريضا . ألا ومن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ، ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات ، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصائب. ألا إن لله عبادا كمن رأى أهل الجنة في الجنة مخلدين ، وكمن رأى أهل النار في النار معذبين ، شرورهم مأمونة ، وقلوبهم محزونة ؛ أنفسهم عفيفة ، وحوائجهم خفيفة ؛ صبروا أياما قليلة ، فصاروا بعقبى راحة طويلة. أما الليل فصافون أقدامهم ، تجري دموعهم على خدودهم ، وهم. يجأرون إلى ربهم ، يسعون في فكاك رقابهم. وأما النهار فحلماء ، علماء ، بررة ، أتقياء ، كأنهم القداح قد براهم الخوف من العبادة ، ينظر إليهم الناظر ، فيقول : مرضى - وما بالقوم من مرض - أم خولطوا فقد خالط القوم أمر عظيم من ذكر النار وما فيها ».


   Back to List