اسم الكتاب : كتاب الإيمان والكفر
اسم الباب : باب التواضع
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « أرسل النجاشي إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه ، فدخلوا عليه ، وهو في بيت له ، جالس على التراب ، وعليه خلقان الثياب ». قال : « فقال جعفر : فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال ، فلما رأى ما بنا وتغير وجوهنا ، قال : الحمد لله الذي نصر محمدا وأقر عينه ، ألا أبشركم؟ فقلت : بلى أيها الملك ، فقال : إنه جاءني الساعة من نحو أرضكم عين من عيوني هناك ، فأخبرني أن الله - عز وجل - قد نصر نبيه محمدا صلى الله عليه وآله ، وأهلك عدوه ، وأسر فلان وفلان وفلان ، التقوا بواد يقال له : بدر ، كثير الأراك ، لكأني أنظر إليه حيث كنت أرعى لسيدي هناك وهو رجل من بني ضمرة. فقال له جعفر : أيها الملك ، فما لي أراك جالسا على التراب ، وعليك هذه الخلقان؟ فقال له : يا جعفر ، إنا نجد فيما أنزل الله على عيسى عليه السلام أن من حق الله على عباده أن يحدثوا له تواضعا عند ما يحدث لهم من نعمة ، فلما أحدث الله - عز وجل - لي نعمة بمحمد صلى الله عليه وآله ، أحدثت لله هذا التواضع فلما بلغ النبي صلى الله عليه وآله ، قال لأصحابه : إن الصدقة تزيد صاحبها كثرة ، فتصدقوا ؛ يرحمكم الله ، وإن التواضع يزيد صاحبه رفعة ، فتواضعوا ؛ يرفعكم الله ، وإن العفو يزيد صاحبه عزا ، فاعفوا ؛ يعزكم الله ».