Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الإيمان والكفر

اسم الباب : باب الصبر

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا ، عن القاسم بن محمد الأصبهاني ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص بن غياث ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌ السلام : « يا حفص ، إن من صبر ، صبر قليلا ، وإن من جزع ، جزع قليلا ». ثم قال : « عليك بالصبر في جميع أمورك ؛ فإن الله - عز وجل - بعث محمدا صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، فأمره بالصبر والرفق ، فقال : ( واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا . وذرني والمكذبين أولي النعمة ) وقال تبارك وتعالى : ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم . وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) فصبر رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله حتى نالوه بالعظائم ، ورموه بها ، فضاق صدره ، فأنزل الله عز وجل : ( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون . فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين ) ثم كذبوه ورموه ، فحزن لذلك ، فأنزل الله عز وجل : ( قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون . ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ) . فألزم النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله نفسه الصبر ، فتعدوا ، فذكروا الله - تبارك وتعالى - وكذبوه ، فقال : قد صبرت في نفسي وأهلي وعرضي ، ولا صبر لي على ذكر إلهي ، فأنزل الله عز وجل : ( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون ) فصبر النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله في جميع أحواله. ثم بشر في عترته بالأئمة ، ووصفوا بالصبر ، فقال جل ثناؤه : ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ) فعند ذلك قال صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله : الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد ، فشكر الله - عز وجل - ذلك له ، فأنزل الله عز وجل : ( وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون ) فقال صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله : إنه بشرى وانتقام ، فأباح الله - عز وجل - له قتال المشركين ، فأنزل الله : ( فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد ) ( واقتلوهم حيث ثقفتموهم ) فقتلهم الله على يدي رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله وأحبائه ، وجعل له ثواب صبره مع ما ادخر له في الآخرة ، فمن صبر واحتسب لم يخرج من الدنيا حتى يقر الله له عينه في أعدائه مع ما يدخر له في الآخرة». ‌


   Back to List