اسم الكتاب : كتاب الإيمان والكفر
اسم الباب : باب في أن الإيمان مبثوث لجوارح البدن كلها
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
بعض أصحابنا ، عن علي بن العباس ، عن علي بن ميسر ، عن حماد بن عمرو النصيبي ، قال : سأل رجل العالم عليه السلام ، فقال : أيها العالم ، أخبرني أي الأعمال أفضل عند الله؟ قال : « ما لايقبل عمل إلا به » فقال : وما ذلك ؟ قال : « الإيمان بالله الذي هو أعلى الأعمال درجة ، وأسناها حظا ، وأشرفها منزلة ». قلت : أخبرني عن الإيمان : أقول وعمل ، أم قول بلا عمل؟ قال : « الإيمان عمل كله ، والقول بعض ذلك العمل ، بفرض من الله ، بينه في كتابه ، واضح نوره ، ثابتة حجته ، يشهد به الكتاب ، ويدعو إليه ». قلت : صف لي ذلك حتى أفهمه. فقال : « إن الإيمان حالات ودرجات وطبقات ومنازل ، فمنه التام المنتهي تمامه ، ومنه الناقص المنتهي نقصانه ، ومنه الزائد الراجح زيادته ». قلت : وإن الإيمان ليتم ويزيد وينقص ؟ قال : « نعم ». قلت : و كيف ذلك؟ قال : « إن الله - تبارك وتعالى - فرض الإيمان على جوارح بني آدم ، وقسمه عليها ، وفرقه عليها ؛ فليس من جوارحهم جارحة إلا وهي موكلة من الإيمان بغير ما وكلت به أختها ، فمنها قلبه الذي به يعقل ويفقه ويفهم ، وهو أمير بدنه الذي لاتورد الجوارح ولا تصدر إلا عن رأيه وأمره ، ومنها يداه اللتان يبطش بهما ، ورجلاه اللتان يمشي بهما ، وفرجه الذي الباه من قبله ، ولسانه الذي ينطق به الكتاب ، ويشهد به عليها ، وعيناه اللتان يبصر بهما ، وأذناه اللتان يسمع بهما. وفرض على القلب غير ما فرض على اللسان ، وفرض على اللسان غير ما فرض على العينين ، وفرض على العينين غير ما فرض على السمع ، وفرض على السمع غير ما فرض على اليدين ، وفرض على اليدين غير ما فرض على الرجلين ، وفرض على الرجلين غير ما فرض على الفرج ، وفرض على الفرج غير ما فرض على الوجه. فأما ما فرض على القلب من الإيمان ، فالإقرار والمعرفة والتصديق والتسليم والعقد والرضا بأن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، أحدا صمدا ، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، وأن محمدا صلى الله عليه وآله عبده ورسوله ».