اسم الكتاب : كتاب الروضة
اسم الباب :
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن علي جميعا ، عن إسماعيل بن مهران ؛ وأحمد بن محمد بن أحمد ، عن علي بن الحسن التيمي ؛ وعلي بن الحسين ، عن أحمد بن محمد بن خالد جميعا ، عن إسماعيل بن مهران ، عن المنذر بن جيفر ، عن الحكم بن ظهير ، عن عبد الله بن جرير العبدي ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : أتى أمير المؤمنين عليه السلام عبد الله بن عمر وولد أبي بكر ، وسعد بن أبي وقاص يطلبون منه التفضيل لهم ، فصعد المنبر ومال الناس إليه ، فقال : «الحمد لله ولي الحمد ، ومنتهى الكرم ، لاتدركه الصفات ، ولا يحد باللغات ، ولا يعرف بالغايات ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، و أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله نبي الهدى ، وموضع التقوى ، ورسول الرب الأعلى ، جاء بالحق من عند الحق ، لينذر بالقرآن المبين ، والبرهان المستنير ، فصدع بالكتاب المبين ، ومضى على ما مضت عليه الرسل الأولون. أما بعد ، أيها الناس فلا يقولن رجال قد كانت الدنيا غمرتهم ، فاتخذوا العقار ، وفجروا الأنهار ، وركبوا أفره الدواب ، ولبسوا ألين الثياب ، فصار ذلك عليهم عارا وشنارا إن لم يغفر لهم الغفار ، إذا منعتهم ما كانوا فيه يخوضون ، وصيرتهم إلى ما يستوجبون ، فيفقدون ذلك فيسألون ويقولون : ظلمنا ابن أبي طالب ، وحرمنا ومنعنا حقوقنا ، فالله عليهم المستعان ؛ من استقبل قبلتنا ، وأكل ذبيحتنا ، وآمن بنبينا ، وشهد شهادتنا ، ودخل في ديننا ، أجرينا عليه حكم القرآن وحدود الإسلام. ليس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى ، ألا وإن للمتقين عند الله تعالى أفضل الثواب ، وأحسن الجزاء والمآب ، لم يجعل الله ـ تبارك وتعالى ـ الدنيا للمتقين ثوابا ، وما عند الله خير للأبرار ، انظروا أهل دين الله فيما أصبتم في كتاب الله ، وتركتم عند رسول الله صلى الله عليه وآله ، وجاهدتم به في ذات الله ، أبحسب ، أم بنسب ، أم بعمل ، أم بطاعة ، أم زهادة ، وفيما أصبحتم فيه راغبين ، فسارعوا إلى منازلكم ـ رحمكم الله ـ التي أمرتم بعمارتها ، العامرة التي لاتخرب ، الباقية التي لاتنفد ، التي دعاكم إليها ، وحضكم عليها ، ورغبكم فيها ، وجعل الثواب عنده عنها ، فاستتموا نعم الله ـ عز ذكره ـ بالتسليم لقضائه ، والشكر على نعمائه ، فمن لم يرض بهذا فليس منا ولا إلينا ، وإن الحاكم يحكم بحكم الله ، ولا خشية عليه من ذلك ، أولئك هم المفلحون». وفي نسخة : «ولا وحشة ، وأولئك لاخوف عليهم ولا هم يحزنون». وقال : «وقد عاتبتكم بدرتي التي أعاتب بها أهلي فلم تبالوا ، وضربتكم بسوطي الذي أقيم به حدود ربي فلم ترعووا ، أتريدون أن أضربكم بسيفي؟ أما إني أعلم الذي تريدون ، ويقيم أودكم ، ولكن لا أشتري صلاحكم بفساد نفسي ، بل يسلط الله عليكم قوما ، فينتقم لي منكم ، فلا دنيا استمتعتم بها ، ولا آخرة صرتم إليها ، فبعدا وسحقا لأصحاب السعير ».