Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الروضة

اسم الباب :

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير وغيره ، عن معاوية بن عمار : عن أبي عبد الله عليه‌ السلام ، قال : «لما خرج رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله في غزوة الحديبية ، خرج في ذي القعدة ، فلما انتهى إلى المكان الذي أحرم فيه ، أحرموا ولبسوا السلاح ، فلما بلغه أن المشركين قد أرسلوا إليه خالد بن الوليد ليرده ، قال : ابغوني رجلا يأخذني على غير هذا الطريق ، فأتي برجل من مزينة أو من جهينة ، فسأله فلم يوافقه ، فقال : ابغوني رجلا غيره ، فأتي برجل آخر ، إما من مزينة وإما من جهينة». قال : «فذكر له فأخذه معه حتى انتهى إلى العقبة ، فقال : من يصعدها حط الله عنه كما حط الله عن بني إسرائيل ، فقال لهم : (ادخلوا الباب سجدا [...] نغفر لكم خطاياكم) . قال : «فابتدرها خيل الأنصار : الأوس والخزرج» قال : «وكانوا ألفا وثمانمائة . فلما هبطوا إلى الحديبية إذا امرأة معها ابنها على القليب ، فسعى ابنها هاربا ، فلما أثبتت أنه رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، صرخت به هؤلاء الصابئون : ليس عليك منهم بأس ، فأتاها رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، فأمرها فاستقت دلوا من ماء ، فأخذه رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله فشرب ، وغسل وجهه ، فأخذت فضلته فأعادته في البئر ، فلم تبرح حتى الساعة . وخرج رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله فأرسل إليه المشركون أبان بن سعيد في الخيل ، فكان بإزائه ، ثم أرسلوا الحليس ، فرأى البدن وهي تأكل بعضها أوبار بعض ، فرجع ولم يأت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، وقال لأبي سفيان : يا أبا سفيان ، أما والله ما على هذا حالفناكم على أن تردوا الهدي عن محله. فقال : اسكت ، فإنما أنت أعرابي ، فقال : أما والله لتخلين عن محمد وما أراد ، أو لأنفردن في الأحابيش . فقال : اسكت حتى نأخذ من محمد ولثا . فأرسلوا إليه عروة بن مسعود وقد كان جاء إلى قريش في القوم الذين أصابهم المغيرة بن شعبة كان خرج معهم من الطائف وكانوا تجارا ، فقتلهم وجاء بأموالهم إلى رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، فأبى رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله أن يقبلها ، وقال : هذا غدر ولا حاجة لنا فيه. فأرسلوا إلى رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، فقالوا : يا رسول الله ، هذا عروة بن مسعود قد أتاكم وهو يعظم البدن ، قال : فأقيموها ، فأقاموها. فقال : يا محمد ، مجيء من جئت؟ قال : جئت أطوف بالبيت ، وأسعى بين الصفا والمروة ، وأنحر هذه الإبل ، وأخلي عنكم عن لحمانها . قال : لا ، واللات والعزى ، فما رأيت مثلك رد عما جئت له ، إن قومك يذكرونك الله والرحم أن تدخل عليهم بلادهم بغير إذنهم ، وأن تقطع أرحامهم ، وأن تجري عليهم عدوهم. فقال رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله : ما أنا بفاعل حتى أدخلها». قال : «وكان عروة بن مسعود حين كلم رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله تناول لحيته والمغيرة قائم على رأسه ، فضرب بيده . فقال : من هذا يا محمد؟ فقال : هذا ابن أخيك المغيرة. فقال : يا غدر ، والله ما جئت إلا في غسل سلحتك . قال : فرجع إليهم ، فقال لأبي سفيان وأصحابه : لاوالله ، ما رأيت مثل محمد ، رد عما جاء له ، فأرسلوا إليه سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى ، فأمر رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، فأثيرت في وجوههم البدن ، فقالا : مجيء من جئت؟ قال : جئت لأطوف بالبيت ، وأسعى بين الصفا والمروة ، وأنحر البدن ، وأخلي بينكم وبين لحمانها . فقالا : إن قومك يناشدونك الله والرحم أن تدخل عليهم بلادهم بغير إذنهم ، وتقطع أرحامهم ، وتجري عليهم عدوهم». قال : «فأبى عليهما رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله إلا أن يدخلها. وكان رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله أراد أن يبعث عمر ، فقال : يا رسول الله ، إن عشيرتي قليل ، وإني فيهم على ما تعلم ، ولكني أدلك على عثمان بن عفان. فأرسل إليه رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، فقال : انطلق إلى قومك من المؤمنين ، فبشرهم بما وعدني ربي من فتح مكة ، فلما انطلق عثمان لقي أبان بن سعيد ، فتأخر عن السرح ، فحمل عثمان بين يديه ، ودخل عثمان فأعلمهم ، وكانت المناوشة ، فجلس سهيل بن عمرو عند رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، وجلس عثمان في عسكر المشركين ، وبايع رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله المسلمين ، وضرب بإحدى يديه على الأخرى لعثمان ، وقال المسلمون : طوبى لعثمان قد طاف بالبيت ، وسعى بين الصفا والمروة ، وأحل ، فقال رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله : ما كان ليفعل ، فلما جاء عثمان ، قال له رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله : أطفت بالبيت؟ فقال : ما كنت لأطوف بالبيت ورسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله لم يطف به ، ثم ذكر القصة وما كان فيها. فقال لعلي عليه‌ السلام : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم. فقال سهيل : ما أدري ما الرحمن الرحيم إلا أني أظن هذا الذي باليمامة ، ولكن اكتب كما نكتب : باسمك اللهم. قال ، واكتب : هذا ما قاضى عليه رسول الله سهيل بن عمرو. فقال سهيل : فعلى ما نقاتلك يا محمد؟! فقال : أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله. فقال الناس : أنت رسول الله. قال : اكتب ، فكتب : هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله. فقال الناس : أنت رسول الله. وكان في القضية أن من كان منا أتى إليكم رددتموه إلينا ورسول الله غير مستكره عن دينه ، ومن جاء إلينا منكم لم نرده إليكم. فقال رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله : لاحاجة لنا فيهم ، وعلى أن يعبد الله فيكم علانية غير سر وإن كانوا ليتهادون السيور في المدينة إلى مكة ، وما كانت قضية أعظم بركة منها ، لقد كاد أن يستولي على أهل مكة الإسلام ، فضرب سهيل بن عمرو على أبي جندل ابنه ، فقال : أول ما قاضينا عليه ، فقال رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله : وهل قاضيت على شيء ؟ فقال : يا محمد ، ما كنت بغدار . قال : فذهب بأبي جندل ، فقال : يا رسول الله تدفعني إليه؟ قال : ولم أشترط لك ، قال : وقال : اللهم اجعل لأبي جندل مخرجا».


   Back to List