اسم الكتاب : كتاب الإيمان والكفر
اسم الباب : باب أن الإيمان يشرك الإسلام ، والإسلام لايشرك الإيمان
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ؛ ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعا ، عن ابن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن حمران بن أعين : عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : سمعته يقول : « الإيمان ما استقر في القلب ، وأفضى به إلى الله عز وجل ، وصدقه العمل بالطاعة لله والتسليم لأمره ؛ والإسلام ما ظهر من قول أو فعل ، وهو الذي عليه جماعة الناس من الفرق كلها ، وبه حقنت الدماء ، وعليه جرت المواريث ، وجاز النكاح ، واجتمعوا على الصلاة والزكاة والصوم والحج ، فخرجوا بذلك من الكفر ، وأضيفوا إلى الإيمان ، والإسلام لايشرك الإيمان ، والإيمان يشرك الإسلام ، وهما في القول والفعل يجتمعان ، كما صارت الكعبة في المسجد والمسجد ليس في الكعبة ، وكذلك الإيمان يشرك الإسلام ، والإسلام لايشرك الإيمان ؛ وقد قال الله عز وجل : ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) فقول الله - عز وجل - أصدق القول ». قلت : فهل للمؤمن فضل على المسلم في شيء من الفضائل و الأحكام والحدود وغير ذلك؟ فقال : « لا ، هما يجريان في ذلك مجرى واحد ، ولكن للمؤمن فضل على المسلم في أعمالهما وما يتقربان به إلى الله عز وجل ». قلت : أليس الله - عز وجل - يقول : ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) وزعمت أنهم مجتمعون على الصلاة والزكاة والصوم والحج مع المؤمن؟ قال : « أليس قد قال الله عز وجل : ( فيضاعفه له أضعافا كثيرة ) ؟ فالمؤمنون هم الذين يضاعف الله - عز وجل - لهم حسناتهم : لكل حسنة سبعين ضعفا ، فهذا فضل المؤمن ، ويزيده الله في حسناته على قدر صحة إيمانه أضعافا كثيرة ، ويفعل الله بالمؤمنين ما يشاء من الخير ». قلت : أرأيت من دخل في الإسلام أليس هو داخلا في الإيمان؟ فقال : « لا ، ولكنه قد أضيف إلى الإيمان ، وخرج من الكفر وسأضرب لك مثلا تعقل به فضل الإيمان على الإسلام : أرأيت لو أبصرت رجلا في المسجد ، أكنت تشهد أنك رأيته في الكعبة؟ » قلت : لايجوز لي ذلك. قال : « فلو أبصرت رجلا في الكعبة ، أكنت شاهدا أنه قد دخل المسجد الحرام؟ » قلت : نعم ، قال : « و كيف ذلك؟! » قلت : إنه لايصل إلى دخول الكعبة حتى يدخل المسجد ، فقال : « قد أصبت وأحسنت » ثم قال : « كذلك الإيمان والإسلام ».